للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجتناب المرديات والمهلكات نشرا للوهابية، أم نشر العلم والتهذيب وحرية الضمير وإجلال العقل واستعمال الفكر واستخدام الجوارح- نشر للوهابية؟ - إذاً فالعالم المتمدن كله وهابي! فأئمة الإسلام كلهم وهابيون؟ ما ضرنا إذا دعونا إلى ما دعا إليه جميع أئمة الإسلام وقام عليه نظام التمدن في الأمم أن سمانا الجاهلون المتحاملون بما يشاءون فنحن إن -شاء الله- فوق ما يظنون، والله وراء ما يكيد الظالمون.

ثم يقول: "إننا مالكيون" ومن ينازع في هذا وما يقرىء علماء الجمعية إلاَّ فقه مالك، ويا ليت الناس كانوا مالكية حقيقية إذاً لطرحوا كل بدعة وضلالة، فقد كان مالك- رحمه الله- كثيرا ما ينشد:

وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع

ثم يقول: "إن الأمة الإسلامية منذ قرن وهي متمتعة بحريتها ودينها وعاكفة على دروس علمائها"، ونحن نريد في هذا القرن الثاني أن تزداد تمتعا بحريتها وانتفاعا بفقه دينها واتساعا في دائرة علمها على سنة التطور والرقي والتدريج، فثارت ثائرة هذا الجاهل ومن وراءة ومن كان في الجهل والشر مثله يحاولون إثارة الفتنة، والله يطفئها، ويكيدون للجمعية والله يحفظها، ويكذبون على الجمعية والله يظهر نزاهتها، حتى فضح الله أمرهم وعرفت الأمة أمرهم وعرفت الأمة دخيلتهم وأصبحوا كلهم في غضب من الله وسخط من الناس، والله لا يهدي كيد الخائنين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين (١).

عن الجمعية الرئيس: عبد الحميد بن باديس


(١) الصراط السوي: السنة الأولى، العدد ٣، ص ٤، ع ١ و ٢ و ٣ قسنطينة يوم الإثنين ٥ جمادي الثانية ١٣٥٢هـ الموافق لـ ٢٥ سبتمبر ١٩٣٣م.

<<  <  ج: ص:  >  >>