للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كلمة مرة]

لأنها صريح الحق ولباب الواقع

ــ

إن تربيتنا العلمية الدراسية المبنية على بيان الحقيقة واجلائها على ما هي عليه صيرتنا لا نستطيع شيئا من المواربة والتلبيس.

نعرف كثيرا من أبنائنا الذين تعلموا في غير أحضاننا ينكرون- وربما عن غير سوء قصد- تاريخنا ومقوماتنا ويودون لو خلعنا ذلك كله واندمجنا في غيرنا. وكنا نرد عليهم بالقول في كل مناسبة تبدو منهم فيه مثل هذة البوادر السامة الخاطئة. ووقع مرة أن كتب بعضهم- وهو ممن له قيمة معتبرة عندنا- ما هو صريح أو كالصريح في ذلك الضلال المهلك، فرأينا من الواجب علينا أن نرد عليه بكلمة صريحة نعرب بها في يقيننا عن الحقيقة التي يعتقدها الشعب الجزائري- إلا الشاذ- في صميم نفسه فقلنا في كلمتنا تلك: الأمة الجزائرية أمة متكونة موجودة كما تكونت ووجدت كل أمم الدنيا. ولهذه الأمة تاريخها الحافل بجلائل الأعمال، ولها وحدتها الدينية واللغوية ولها ثقافتها الخاصة وعوائدها وأخلاقها بما فيها من حسن وقبيح، شأن كل أمم الدنيا.

ثم اإن هذه الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرانسا، ولا يمكن أن تكون فرانسا، ولا تستطيع أن تصير فرانسا ولو أرادت. بل هي أمة بعيدة عن فرانسا كل البعد في لغتها وفي أخلاقها وفي عنصرها وفي دينها، لا تريد أن تندمج. ولها وطن محدود معين هو الوطن الجزائري بحدوده الحالية المعروفة والذي يشرف على إدارته العليا السيد الوالي العام المعين من قبل الدولة الفرنسوية".

<<  <  ج: ص:  >  >>