للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شكر عام للإحساس العام]

تهاطلت على الإدارة البرقيات والكتب من جميع جهات القطر ومن تونس الشقيقة بالتهنئة بسلامة الأستاذ، والاستياء من توحش الجاني العليوي، مثلما تواردت وفود القسنطينبيبن من جميع طبقاتهم على داره، فجاءنا من جنابه ما يلي:

إنني أشكر الشكر الجم الأمة الجزائرية جمعاء على ما ظهرته (١) من العطف والشعور نحو شخصي الضعيف، بما رأيت من القسنطينيين كلهم، وما تلقيته من الكتب والبرقيات من جميع الجهات. وأشكر كذلك الأمة التونسية العزيزة التي لا يفصلنا عنها غير الاعتبارات السياسية من فاصل في الوجود.

إنني- وأيم الله- لأرى نفسي أحقر وأقل من هذا الاعتناء، ولكنني أسر وأبتهج عندما أعلم أن هذا الشعور العام دليل على (٢) في قلوب المسلمين من المكانة العظيمة لكلمة الحق وكلمة الدين اللذين ما أوذيت إلا في سبيلهما من طائفة تدعي الخصوصية في الإسلام وتبعث أتباعها يسطون على الأبرياء بالظلم والعدوان.

فهذا العاجز يكرر شكره بلسان الحق والدين لأهل هذا الشعور الطاهر الشريف، سائلا من الله تعالى أن يزيده رسوخا في قلوبهم على مدى الأيام (٣).

عبد الحميد بن باديس


(١) كذا في الأصل وصوابه: أظهرته.
(٢) كذا في الأصل وصوابه: على ما في قلوب ..
(٣) الشهاب: عدد ٧٦ ص ١٥ - ١٦، ١٨ جمادى الثانية ١٣٤٥ه - ٢٢ دسامبر ١٩٢٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>