للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما دعاية الأممية الثالثة (الشيوعية) فهي ليست بدعاية مبدئية، فدعاتها لا يبشرون بالشيوعية إنما يختارون أشياء يمكنهم بواسطتها الدعوة إلى حزب الثورة بين عملة السكة الحديد والمراسي وبقية الشغالين، فيدعونهم إلى مقاومة الفاشيستية وإلى تحبيذ سياسة الأعمال الزجرية النهائية (التي قررتها جمعية الأمم ضد إيطاليا) وبلا ريب أن العدالة قد استعملت حقها في زجر الزعماء الذين تقدموا بصفة فاضحة كالمنادي وبارتيل، إنما في غيبة هذين الزعيمين تقوم بالدعوة جمعية "الإعانة الأممية الحمراء" و"أحباب اورس س" الذين بواسطة جمعية "نجم شمال أفريقيا" يبثون في الأوساط الإسلامية أفلاما سنمائية تمجد أعمال الشيوعية، فناحيتا قسنطينة وتبسة القريبتان لتونس والتي يمكن الجولان بسهولة للدعاة بين تونس والجزائر بواسطتها، وتلمسان وهي مركز التعصب الديني القوي، هي النواحي التي تحوم حولها الشكوك بكثرة، والتي تسهر الولاية العامة على مراقبتها، حسبما سيبسطه مسيو لوبو أمام أعضاء اللجنة العليا للبحر المتوسط، انتهى.

...

هذا هو المقال الذي نشرته الطان فأقام الجزائر وأقعدها، وصير الأمة الجزائرية ترجع في اتهامها وإساءة الظن بها إلى ما كانت عليه قبل عامين بعد أن هدأت الأفكار وركدت ريح المشاغبات وذهب الله بمن كانوا سببها وسبب كل ما حل ونزل بهذه الأمة الوديعة من جهد وبلاء، أما الاحتجاجات التي أثارها مفعول هذا المقال الذي كان وقعه جد شديد على الأمة كلها فهو كما يلي:

[إحتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين]

أبرق رئيس جمعية العلماء إلى سمو الوالي العام على القطر الجزائري "بباريس" إحتجاجا على ما نشرته جريدة (الطان) بالبرقية الآتية:

<<  <  ج: ص:  >  >>