للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظلم لا يعود وأن أول الإنصاف فتح باب المفاهمة بالحسنى، وانتظرت الجمعية، وانتظرت من ورائها الأمة نتيجة هذه المفاهمة واثقة بوعد جنابكم، وخففت الأصوات التي كانت مرفوعة بالشكوى والتظلم تقليلا لأسباب الجفاء، وتمهيدا لتحقيق الوفاء، واعتصمت الجمعية والأمة بالصبر والهدوء تمكينا لجنابكم من اغتنام الفرص وتذليل الموانع التي كلنا يعتقد أنها موجودة وأنها كثيرة، وإن كنا نعتقد أيضا أن الحق موجود وأنه أقوى منها، وأن الذي نطلبه ليس بإيجاد لشيء لم يكن لنا، وإنما هو إرجاع لحق ثابت لنا واغتصب منا، ورجوع من خطإ إلى صواب، ومن ظلم إلى إنصاف، ثم نجز بعد طول الانتظار جزء قليل من وعدكم فأنعش الأمل وقوى الرجاء ولكن الجزء الذي نجز أرب من آراب، وباب من أبواب، وصحيفة من كتاب، وما زال وعدكم بإتمام الباقي يتجدد، والأسباب الداعية للإسراع بالتنجيز تقوى في نظرنا وتتأكد، والموانع العائقة عن رجوع الحق إلى أهله تتلاشى- في اعتقادنا- وتزول من غير أن تنتهي إلى نتيجة ترفع الحيرة وتجلي الموقف وقد مر على هذه الحالة ما يقرب من السنتين، وحدث من الأسباب ما اقتضى تجديد الخطاب، وطلب الفصيح الواضح من الجواب.

يا جناب المدير!

إن المجلس الإداري لجمعية العلماء المنعقد بمركزها العام بالجزائر يوم ٦ ماي ١٩٣٦م قد قرر قيام وفوده بجولات الوعظ والإرشاد الديني في العمالات الثلاث في أول جويلية القابل على العادة التي جرى عليها في السنوات الماضية. وهي عادة أصبجت من حقوق الأمة على الجمعية، تنقاضاها الأمة من الجمعية، ويجب على الجمعية الوفاء بها للأمة، ولا تستطيع بحال أن تسقطها أو تقصر فيها.

وأن وفود الجمعية في السنة الماضية اضطرت إلى إلقاء دروسها

<<  <  ج: ص:  >  >>