للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السحر وأمثاله) من الأمور والأقسام المنتقدة شرعاً، واستبدل بها قراءة القرآن وورداً آخر في الصلاة على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- (ليس فيه شبهة بدعة من توقيت وجهر وصيغ منكرة ومضاهاة للشعائر الموهمة للمأثور عن الشارع) كما ترك أوراد النقشبندية وذكرها (غير المشروع المخالف لجميع ما ورد في الذكر المأثور) وبين ما في رابطتها من شرك أو بدعة.

فتخلص نسكه- بعد طرح ذلك كله للتنسك الإسلامي من تجريد التوحيد وتزكية النفس وتقويم الأعمال وتصحيح النية ومحاسبة النفس ومراقبة الله في جميع الأعمال والزهد في الدنيا والعمل للآخرة والمبالغة في العبادات المشروعة والاعتصام بالورع موزونا ذلك كله ومضبوطاً بالكتاب والسنة وما كان عليه أهل القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباع التابعين رضي الله عنهم أجمعين. وهذا هو الذي يراد بالتصوف إذا جاء إسم التصوف في كلام علماء السنة والأثر، وقد كان السيد محمد رشيد رضا رحمه الله من أئمتهم، فهذا هو تنسكه وهذا هو تصوفه.

[تعليمه وإرشاده]

تصدى للتدريس في مسجدهم، حيث كان عمه- كأسلافه- يقوم بالإمامة والخطابة والتدريس فكان يقرىء للرجال دروساً في الفقه الشافعي ودروساً في التوحيد بالسنوسية ولما رأى صعوبتها عليهم وضع لهم عقيدة سهلة وكان يربيهم في تعليمهم بما يحثهم عليه من القيام بالشعائر الدينية وكان يلقي عليهم المواعظ الدينية معتمداً فيها على آيات القرآن العظيم، ثم لم يكتف بما يقوم به من التعليم والإرشاد في المسجد فكان يذهب إلى مقهى يجتمع فيه العوام فيعظهم ويرشدهم حتى هدى منهم من هدى الله، ورأى أن على المرشد هداية النساء

<<  <  ج: ص:  >  >>