للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر أن هاتين الجمعيتين قد طلبتا منه القيام بهذه المحاضرة- وهو يشعر بتعب- ولكنه لم يسعه إلا تلبية دعوة الجمعيتين إذ هما لسان الشباب ومن الواجب تلبية نداء الشباب الذي هو نتيجة الماضي وزهرة الحاضر وآمال المستقبل وعدة الحياة.

ثم قال الأستاذ: إن الجمعيتين اختارتا أن يكون الكلام عن الجزائر، وأنا أحب أن يكون الحديث عن عموم المغرب العربي لأني أؤمن بأن هذا الشمال الإفريقي لا ينهض إلا بتضامنه مع بعضه بعضا. لكن إذا تحدثت عن الجزائر فإنما أتحدث عن جزء من كل وأذكر عن الأخ ما يسر إخوانه.

وكلامنا اليوم عن العلم والسياسة معاً وقد يرى بعضهم أن هذا الباب صعب الدخول لأنهم تعودوا من العلماء الاقتصار على العلم والابتعاد عن مسالك السياسة. مع أنه لا بد لنا من الجمع بين السياسة والعلم، ولا ينهض العلم والدين حق النهوض إلا إذا نهضت السياسة بجد.

وإني أحدثكم لا بصفتي رئيساً لجمعية العلماء الجزائريين تلك الجمعية الدينية المحضة التي لا دخل لها في السياسة، وإنما أحدثكم اليوم بصفتي شخصا خدم الصحافة ١٢ عاما وخدم العلم ٢٥ سنة فباسمي الخاص فقط أتكلم.

ثم بيَّن الأستاذ المحاضر أن الجزائر لم تقصر عن إخواتها بلاد الشمال الإفريقي وأشار إلى أن عواصمها الزاهرة شاهدة بذلك، كما أشار إلى العهد القريب أيام كان أبناء الجزائر يتولون أعلى المناصب مع الأتراك وعرج على نبغاء الجزائر وبين أنهم منتشرون- في الماضي والحاضر- في أرضها وفي الشمال الإفريقي وفي بلاد المشرق.

وبمد أن أنهى الأستاذ بسط مقدمته المحكمة وعرج بالثناء الجزيل على الزعيم الكبير الأستاذ عبد العزيز الثعالبي وبين أنه ليس بزعيم

<<  <  ج: ص:  >  >>