للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه والمحبة له والرجاء في ثمرته، الذي به قوام العمران. وبالرضا والتسليم للمَوْلى، الذي به طمأنينة القلب وراحة الضمير، وبالكف للقلب واليد عن الناس، الذي به الأمن والسلام.

ويذكر تعالى علم عدد السنين المتضمن لعدد الشهور والأيام والساعات تنبيهاً لخلقه على ضبط الأعمال بالأوقات. فإنَّ نظام الأعمال واطرادها وخفتها والنشاط فيها وقرب انتاجها إنَّما هو بهذا الضبط لها على دقائق الزمان، كما ذكر-تعالى- جنس الحساب تنبيها على لزومه لهذا الضبط ولجميع شؤون الحياة من علم وعمل. فكل العلوم الموصلة إلى هذا العد وهذا الحساب هي وسائل لها حكم مقصدها في الفضل والنفع والترغيب.

{وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا}.

فكل ما يحتاج إليه العباد لتحصيل السعادتين من عقائد الحق، وأخلاق الصدق، وأحكام العدل ووجوه الإحسان، كل هذا فُصِّل في القرآن تفصيلاً. كل فصل على غاية البيان والإحكام. وهذا دعاء وترغيب للخلق أن يطلبوا ذلك كله من القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم في العلم والعمل، ويأخذوا منه ويهتدوا به. فهو الغاية التي ما وراءها غاية في الهدى والبيان (١).

..


(١) ش: ج ١٢، م ٥، ص ١ - ٦ غرة شعبان ١٣٤٨ - جانفي ١٩٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>