للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} (١).

{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (٢) فأفادت هذه الآيات أن سبب الهلاك والعذاب هو الظلم والفساد والعتو والتمرد عن أمر الله ورسله والكفر بأنعم الله. وما ربك بظلام للعبيد.

[توجيه]

الطور الأخير للأمم هو الذي ذكر في الآيات كثيراً دون الطور الأول والثاني. ووجه ذلك أنه هو الطور الذي ينتشر فيه الفساد ويعظم فيه الظلم وينتهي فيه الإعذار للأمة ويحل فيه أجلها، فينزل بها ما تستحقه من هلاك أو عذاب. فكرر ذكر هذا الطور لزيادة التحذير منه والتخويف من سوء عاقبته والحث على تدارك الأمر فيه بالإقلاع من الظلم والفساد والرجوع إلى طاعة الله تعالى، وإعمال يد الإصلاح في جميع الشؤون فيرتفع العذاب، بزوال ما كان لنزوله من أسباب.

[إستنتاج وتطبيق]

القرى التي قضى عليها بالهلاك والإستئصال هذه قد انتهى أمرها بالموت وفات عن العلاج مثل عاد وثمود من الأمم البائدة. وأما القرى التي قضى عليها بالعذاب الشديد فهذه لا تزال بقيد الحياة فتداركها ممكن وعلاجها متيسر. مثل الأمم الإسلامية الحاضرة.


(١) ٨/ ٦٥ الطلاق.
(٢) ١١٢/ ٢٦ النحل.

<<  <  ج: ص:  >  >>