للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى المعبود دون العبادة فهذا ايضا حق لان العبادة متوجة بها لا إليها وليس كلامنا في هذا. وإن كان مراده دون تقرب بالعبادة فهذا باطل لأن الله تعالى قال: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} أي ما يقربكم إليه من طاعته وإن كان مراده دون شعور بالعبادة فهذا أيضا باطل لأن العابد ينوي العبادة ويقصد بها القربة ويتوجه بها مخلصا فيقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} فكيف يكون لا شعور له بها وأما قوله (وعلى المنعم لا على النعمة) فإن أراد أن المتقرب إليه هو الله المنعم دون النعمة، فهذا حق وليس كلامنا فيه، وإن أراد أن رجاء نعمة الثواب حين التوجه لله والتقرب إليه بالطاعة ينافي التقرب إلى المنعم ويعد تقربا للنعمة فهذا هو الذي أبطلناه بالأدلة السابقة ونقضناه في الموضع الثالث. وإن أراد أن ذكر العبد لنعم الله عليه مخل بكمال عبادته فهذا باطل أيضا لأن عبادة الله شكرا على ما أتى من النعم وطلبا للمزيد من أرفع المقامات وقد قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (١) {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا - إلى- شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ} (٢)، {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} (٣) {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} (٤) و {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (٥).

٦ - إستدل النيسبوري: (بأنه قيل لبني إسرائيل اذكروا نعمتي


(١) ٣٤/ ١٣ سبأ.
(٢) ١٢٠/ ١٦ - ١٢١ النحل.
(٣) ١٩/ ٢٧ النمل و ٢٥/ ٤٦ الأحقاف.
(٤) ١٤/ ٣١ لقمان.
(٥) ٧/ ١٤ إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>