للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عموم الحاجة للتذكير]

بعد ما ذكر تعالى من صفات عباد الرحمن ما ذكر ذكر استماعهم للتذكير تنبيها على أن التذكير محتاج إليه في كل حال فإذا كان الموصوفون بتلك الصفات يحتاجون إليه فغيرهم أولى وذلك لأن الغفلة من طبع الإنسان ودوام الغفلة صدأ القلوب وصقالها هو التذكير.

[قبول التذكير من كل مذكر]

كما تقبل كلمة الحق من كل قائل كذلك يقبل التذكير من كل مذكر ولو كان المذكر من كمل العباد والمذكر من أوساطهم أو أدناهم وفي عباد الرحمن المذكورين في استماعهم إذا ذكروا من أي مذكر، القدوة الحسنة.

[ما يكون به التذكير]

قال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} (١) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (٢) {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٣) فالتذكير بآيات القرآن والأحاديث النبوية هذا هو التذكير المشروع المتبوع والدواء الناجع المجرب ولذلك تجد مواعظ السلف كلها مبنية عليه راجعة إليه، والنصح لله ولرسوله وللمسلمين في لزوم ذلك والسير عليه.


(١) ٤٥/ ٥٠ ق.
(٢) ١٧/ ٥٤ القمر.
(٣) ٧/ ٥٩ المجادلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>