للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرعية إلا به بل ولا يستطيع الحياة في هذه الدار الدُّنيا الموضوعة على المحنة والإبتلاء إلا إذا تمسك بسببه.

[بيان القرآن للقرآن]

في هذه الآية إنهم يلقون تحية وسلاما وقد بين من يتلقاهم بذلك في قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (١). فالملائكة هم الذين يتلقونهم بالسلام والدعاء لهم بالطيب وهو مما يدخل في التحية، لأن من طيبهم طيب حياتهم، وما أكثر ما تجد في القرآن بيان القرآن، فاجعله من بالك تهتد- إن شاء الله- إليه.

[إقتداء ورجاء]

هؤلاء هم السالكون وما ذكر من أعمالهم وأحوالهم هو سلوكهم،

ولما سلكوا الصراط المستقيم بالعمل المستقيم انتهى بهم السير إلى أحسن قرار ومقام، إلى دار النعيم المقيم في جوار الرحمن الرحيم، فإذا اشتقت إلى نهايتهم فتمسك ببدايتهم وزن أعمالك بأعمالهم وأحوالك بأحوالهم، فإذا جعلت ذلك من همك، وحملت عليه نفسك بصادق عزمك وصبرت كما صبروا رجوت أن تظفر بما ظفروا، فالله نسأل لنا ولك وللمسلمين صحة الاقتداء وصدق الرجاء، وحسن الجزاء: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٢). (٣)


(١) ٧٣/ ٣٩ المزمر.
(٢) ٩٧/ ٢٦ النحل ٠
(٣) ش: ج٧، م٩، ص٢٦٣ - ٢٦٧ غرة صفر ١٣٥٢هـ - جوان ١٩٣٣م

<<  <  ج: ص:  >  >>