للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأييد وبيان]

في صحيح مسلم من طريق جابر بن عبد الله- رضي الله عنهم- قال: جاء ناس من الاعراب إلى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عليهم الصوف، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة، فحث الناس على الصدقة فأبطئوا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه، قال: ثم ان رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق، ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شىء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء».

وفيه من طريق أبي هريرة- رضي الله عنه-: ان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال: من دعا إلى هدىً كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا. ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الاثم مثل آثار من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

فتأيد بهذين الحديثين فهم المعنى المتقدم من الآية، وهو أن العبد له وعليه من آثار أعماله مما لم يباشره بنفسه مثل ماله وعليه من أعماله التي باشرها.

وبين الحديث الأول ان ما تسبب عن عمل المرء يعد أثرا لعمله عندما يعمل به في حياته مثلما يعمل به بعد مماته. اذ الذي جاء بالصرة أولا قد تسبب عن مجيئه مجيء من بعده على أثره، والحديث سيق في شأنهم، فتكون حالتهم أول ما يشمل كما بين الحديث الثاني ان أثر القول كأثر الفعل، اذ الكل عمل. وبين الحديثان ان نيل المرء جزاء عمله الذي لم يباشره ولا ينقص من جزاء العامل المباشر شيئا.

[تنبيه]

من صورة الواقعة التي ورد فيها الحديث الأول علمنا ان المراد به:

<<  <  ج: ص:  >  >>