للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلهاً: معبودا تخضعون له وترجون منه التصرف في الكون ليجلب لكم النفع ويدفع عنكم الضر. وتقدمت ألفاظ آخر الآية.

[المعني]

ولا تجعلوا في فراركم إلى الله شيئا معه من مخلوقات تعتمدون عليه وتلجئون إليه فتكونوا قد اشركتم به سواه فإني أحذركم ما في ذلكم من هلاككم بالشرك الذي لا يقبل الله معه من عمل والتي قد أبنت لكم لزوم توحيده في الفرار اليه، كما بينت لكم لزوم ذلك الفرار.

[نكتة التكرير]

أعاد {إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} مع الآية الخامسة ليبين لهم ان عبادة الله مع الاشراك به كتعطيل عبادته فهلاك المشرك كهلاك الجاحد. والنجاة أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا لا في ربوبيته ولا في ألوهيته.

[تنبيه وتحذير]

جاء في الحديث فيما رواه أصحاب السنن ان الدعاء هو العبادة فمن دعا غير الله فقد عبده ومن دعا مخلوقا مع الخالق فقد اشرك فإذا دعوت فادع ربك ولا تدع معه أحدا. وكيف تدعو من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا. وإذا توسلت فتوسل بأعمالك بإيمانك وتوحيدك وباتباعك لمحمد- صلى الله عليه وآله وسلم- ومحبتك فيه واعتقادك ما له عند الله من عظيم المنزلة وسمو المقام عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

[بيان نبوي قولي]

قال عليه الصلاة والسلام فيما يقال عند النوم: «لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك» والملجأ هو المهرب الذي يهرب اليه، والمنجى هو مكان النجاة فبين لنا أنه لا يكون الهرب الا إلى الله، ولا تكون النجاة الا

<<  <  ج: ص:  >  >>