للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان في حياته لمن دعا له. فالوجهان المتقدمان- كما ترى- هما مثار الخلاف في جواز التوسل بذاته وعدم جوازه، فمن أخذ بالوجه الأول جوَّز ومن أخذ بالثاني منع.

[سؤال]

فان قلت قد عرفنا القولين وعرفنا مدركهما فما هو الراجح عندك منهما؟

[جوابه]

الراجح هو الوجه الأول الذي يجيز السؤال بذات النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- نظرا لمقامه العظيم عند ربه لوجهين: الأول: ان ذلك هو ظاهر اللفط ولا موجب للتقدير ولا منافاة بين أن يكون في قوله أسالك وأتوجه اليك بنبيك وقوله اني توجهت بك قد سأل بذاته. وفي قوله: (اللهم شفعه فيَّ) قد سأل قبول دعائه له وسؤاله. والثانى: أنه لما كان جائزاً السؤال من المخلوقين بما له من مقام عظيبم عندهم فلا مانع من أن يسأل الله تعالى بنبيه بحسب مقامه العظيم عنده.

[سؤال آخر]

بعدما رجحت جواز التوسل بذاته -صلى الله عليه وآله وسلم - نظرا لمقامه العظيهم عند الله تعالى فهل يقاس عليه غيره من كل ذي مقام عند الله تعالى فيتوسل به أو يكون هذا مقصورا عليه؟

[جوابه]

القياس في باب العبادات ضعيف، وإذا ارتكب هنا فلا يقاس عليه الاَّ كلُّ ذي مقام محقق عند الله تعالى.

[سؤال آخر]

بعد ما عرفنا حكم سؤال الله تعالى بأهل المكانة عنده من مخلوقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>