للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاماً (١) وهذا الإسم له دلاله، لأن هذا الإبن ولد تقريباً في السنة التي توفي فيها محمد عبده، أو في التي بعدها، والشيخ محمد عبده زار الجزائر العاصمة ومدينة قسنطينة سنة ١٩٠٣ وعمر ابن باديس أربعة عشر عاماً فمن الممكن أن يكون قد اتصل به أو سمع عنه، ولا سيما إذا أخذنا في الاعتبار تردد ابن باديس الشاب على الجامع الكبير، وإمامته بالناس في صلاة التراويح، وهو المسجد الذي زاره محمد عبده في قسنطينة.

ثم جاء دور الرحلة في حياة الشاب فسافر إلى مدينة تونس في سنة ١٩٠٨ وسنه إذ ذاك تسعة عشر عاماً وانتسب إلى جامع الزيتونة، وعرف في دراسته بالجد والنشاط، فأخذ يتلقى الثقافة الإسلامية العربية، ويأخذ عن جماعة من أكابر علماء الزيتونة أمثال العلامة المفكر الصدر محمد النخلي القيرواني المتوفى في رجب سنة ١٣٤٢هـ (١٩٢٤م) وكان قد قرظ الرسالة التي ألفها عبد الحميد بن باديس في الرد على بن عليوة الصوفي (٢) والشيخ محمد الطاهر بن عاشور (٣) الذي كان له تأثير


(١) مدفون بجوار أبيه توفي في ١٥رمضان ١٣٣٧هـ كما هو مكتوب على قبره.
(٢) إسم الرسالة: جواب سؤال عن سوء مقال أتم تأليفها في ٢٧ ذي الحجة عام ١٣٤٠ بها ٢٠ص طبعت بالمطبعة الإسلامية الجزائرية بقسنطينة دون تاريخ. تقريظ النخلي يوجد في ص٢١ وهو أول تقريظ ورد إليه مؤرخ ب ٥ صفر سنة ١٣٣٤هـ.
(٣) ولد بتونس سنة ١٢٩٦ هـ (١٨٧٩) تولى منصب قاضي القضاة سنة ١٣٥١هـ (١٩٣١م) ومشيخة الجامع الأعظم فرفع من شأن الجامعة الزيتونية وأقام بها نهضة علمية استفادت منها كثير من البلدان الإفريقية وهو عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة وبالمجمع العلمي بدمشق أنظر كتابه: "أصول النظام الاجتماعي في الإسلام" المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية سنة ١٩٦٤ طي الغلاف الداخلي له كثير من المؤلفات والدراسات العربية والإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>