للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعاء منه عادة ومنه عبادة (١)

"الدعاء: هو النداء لطلب شيء من المدعو ولذلك لا يدعي إلا العاقل أو ما نزل منزلته مجازا من الجمادات أو ما كان له فهم لبعض الأصوات من العجماوات، وإذا كان لشيء معظم ليطلب منه ما وراء الأسباب العادية وفوق الطاقة البشربة فهو عبادة. ولا يكون إلا من المخلوق لخالقه، وإذا لم يكن كذلك فهو عادة وهو دعاء المخلوقين بعضهم بعضا لغرض من الأغراض".

الشهاب ج ١٢، م ٦، شعبان ١٣٤٩.

"يجب أن نمهد لمناقشته- (الشيخ الدجوي) -: بيان معنى الاستغاثة وتقسيمها، فالاستغاثة هي طلب الغوث، وهو تخليص من شدة أو إعانة على دفع مشقة فهي من أقسام النداء والدعاء، وتكون من المخلوق لخالقه عبادة وتكون من المخلوق لمثله عبادة، فيدعو المخلوق ويستغيث به فيما هو مقدوره كقولك يا زيد أسقني ماء ويا عمرو أدعوك لتنصحني وإنني في عسر مالي فأغثني وفرج عني بما تقرضني وعلى هذا جاء قوله تعالى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}، فقد طلب منه أن ينصره عليه بما عنده من القوة البدنية، {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} ولم يطلب منه أن (يتصرف) له فيه بتصرف باطن وعليه جاء قوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} أي


(١) فيه الرد على ما نشر بالبلاغ عدد ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>