للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إنكار الإمام القشيري، صاحب الرسالة القشيربة، من أهل القرن الخامس]

قال في وصف المتشبهين بالصوفية المنتحلين لطريقتهم المباينين لسلوكهم: " فعدُّوا قلة المبالات بالدين أوثق ذريعة ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام ودانوا بترك الاحترام وطرح الاحتشام واستخفوا بأداء العبادات واستهانوا بالصوم والصلاة وركضوا في ميدان الغفلات وركنوا إلى اتباع الشهوات وقلة المبالاة بتعاطي المحظورات والارقفاق بما يأخذونه من السوقة وأصحاب السلطان".

[إنكار الإمام أبي بكر الطرطوشي المالكي، من أهل القرن الخامس والسادس]

قال في خطبة كتابه الذي ألفه في إنكار البدع والمحدثات وعندنا منه نسخة خطية مكتوبة نحو القرن العاشر: "ثم ازداد الأمر إدبارا حتى بلغنا أن طائفة من إخواننا المؤمنين- وفقنا الله وإياهم- استزلهم الشيطان واستغوى عقولهم في حب الأغاني واللهو وسماع الطقطقة والتغيير واعتقدته من الدين الذي يقربنا إلى الله عز وجل وجاهرت به جماعة المسلمين وشاقت به سييل المؤمنين وخالفت الفقهاء والعلماء وحماة الدين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}. فرأيت أن أوضح الحق وأكشف عن شبه أهل الباطل بالحجج التي تضمنها كتاب الله تعالى وسنة رسوله وأبدأ بذكر أقاويل العلماء الذين تدور الفتي (١) عليهم في أقاصي الأرض ودانيها حتى تعلم هذه الطائفة أنها قد خالفت علماء المسلمين في بدعتها والله ولي التوفيق".


(١) كذا في الأصل وصوابه: الفتوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>