للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مره فليجلس وليتكلم وليستظل وليتم صومه) رواه البخاري (١).

قال الإمام مالك: [وقد أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتم ما كان لله طاعة ويترك ما كان لله معصية] (٢).

ويدل على ذلك أيضاً ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم قال: [دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب بنت المهاجر فرآها لا تكلم، فقال: مالها لا تكلم؟ قالوا: حجت مصمتة. قال لها: تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية ... ] (٣).

فتأمل كيف جعل القيام في الشمس وترك الكلام من المعاصي مع أنهما من المباحات ولكن لما أجريت مجرى المشروعات صارت معصية لله عند الإمام مالك كما في الأول وعند أبي بكر - رضي الله عنه - في الثاني.

فالبدعة معصية لله تعالى لأنها مضادة للشارع الحكيم ومراغمة له حيث نصب المبتدع نفسه منصب المستدرك على الشريعة وهذا لا يصح أبداً.

وكذلك فإن كل بدعة وإن قَلَّت تشريع زائد أو ناقص أو تغيير للأصل الصحيح سواء أكانت البدعة منفردة عن المشروع أو ملحقة بالمشروع فكل ذلك يكون قادحاً في المشروع (٤).


(١) صحيح البخاري مع الفتح ١٤/ ٤٠١.
(٢) الاستذكار ١٥/ ٤٩.
(٣) صحيح البخاري مع الفتح ٨/ ١٤٨، وقد نسب الشيخ علي محفوظ هذا القول إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو خطأ انظر الإبداع ص ١٤٥.
(٤) انظر الاعتصام ٢/ ٦٠ - ٦١.

<<  <   >  >>