للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النفقات الدفاعية طبقًا للحصة المقررة عليها، إذا ما تعرضت المدينة للهجوم، وإذا ما وقع خلاف أو نزاع في أي معاملة من المعاملات، فيلزم الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الجميع إطاعة وتنفيذ حكمه وقراره، ويجب ألا يخرج أحد بدون إذنه إلى حرب أو جدال، وألا يلجأ أحد إلى أعداء الإسلام، وبخاصة قريش، وألا يرتكب أحد أي عمل من شأنه أن يكون معاديًا للمسلمين، وأن يكون الجميع أوفياء بأي حال من الأحوال للدولة الإِسلامية.

المعارك مع يهود المدينة:

يجب تحليل العلاقات السياسية بين الدولة الإِسلامية ويهود المدينة على ضوء الصحيفة النبوية.

فبعد غزوة بدر قام يهود بني قينقاع فلم يطعنوا في حق رسول الله والمسلمين فقط، بل أثاروا القتال والنزاع والفتن، وهو ما يتنافي صراحة والمعاهدة، وفي زمانهم اعتدى أحد اليهود على امرأة مسلمة في سوق الصرافة الذي كانوا يمتلكونه ويعملون به، فقام مسلم غيور فضرب المجرم، فقام اليهود على الفور وقتلوا هذا الشاب المسلم، وحاول رسول الله صلى الله عليه وسلم رد بني قينقاع عن غيِّهم هذا، وعن أفعالهم الشائنة تلك، وذكّرهم بشروط المعاهدة، إلا أنهم لم يُظهروا فقط استعدادهم للقتال بل قاموا بنقض المعاهدة تمامًا، وكانت النتيجة القيام بعمل عسكري ضدهم. فقاموا باللجوء إلى حصونهم وحوصروا فيها، وحين دبَّ اليأس في قلوبهم، وبعد خمسة عشر يومًا، أعلنوا الاستسلام دون شرط، فتم إجلاؤهم عن وطنهم، وحملوا معهم جميع أمتعتهم وأموالهم وأجناس الطعام والمواشي، دون الممتلكات غير المنقولة والسلاح، وبعد جلائهم عن الوطن قامت عدة قبائل يهودية بتجديد المعاهدة مرة أخرى، إلا أنه بعد غزوة أحد عمد بنو النضير إلى مساعدة قادة جند وغزاة قريش أعداء المسلمين

<<  <   >  >>