للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة السادسة:]

زعموا أن حديث عائشة موقوف عليها وهي صادقة فيما تقول وكلامها هذا على حد علمها برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونحن نعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أكثر من أربع نسوة وكانت خديجة قبل عائشة رضي الله عنهن، فكيف تكون قد عرفت السابق واللاحق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون إخبارها، ولو أخبرها لقالت أخبرني أو قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ولذلك فقولها رضي الله عنها موقوف عليها. (١)

والجواب: إن هذا الكلام فيه مغالطات وأخطاء واضحة ويشم منه سوء الأدب مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبيان ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن الزعم بأن حديث عائشة موقوف عليها زعم خاطئ ودعوى باطلة، ويعلم ذلك المبتدئون في دراسة علم الحديث، فضلاً عن علماء الحديث. ولنرجع إلى أقوال أهل هذا الشأن لنقف على حقيقة الموقوف.

قال الإمام النووي: [الموقوف: وهو المروي عن الصحابة قولاً لهم أو فعلاً أو نحوه]. (٢)

وقال الباجي: [الموقوف: ما وقف به على الراوي ولم يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعنى ذلك أنه وقف على الصحابي - رضي الله عنه - أو غيره من رواته فجعل من قوله ... الخ]. (٣)


(١) الخلاص ص ٦٠ - ٦١.
(٢) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ١/ ١٨٤.
(٣) الحدود ص ٦٣.

<<  <   >  >>