للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والجواب: إن دعواكم أن التسليم معناه المصافحة صحيح ولكن عند العوام!! وأما عند أهل اللغة وعند أهل الحديث وعند العلماء فإن التسليم معناه طرح السلام باللسان أو مع الإشارة باليد، وهكذا فسره أحد رواة الحديث فقد جاء في

رواية الترمذي: [فأومأ بيده بالتسليم وأشار عبد الحميد بيده] (١)، وعبد الحميد هو أحد رواة الحديث فسر معنى ألوى بيده، وأهل اللغة فسروا أومأ بيده أي أشار، قال الجوهري: [أومأت إليه: أشرت] (٢)، وكذلك ألوى: أشار. قال ابن منظور: [ألوى إليّ بيده إلواءً بيده أي إشارة بيده لا غير]. (٣)

ومن خلال ما تقدم نعرف أن أومأ بيده وألوى بيده أي أشار ونعلم أن المقصود بالتسليم هو طرح السلام وهذا هو الصحيح وهو المعروف الوارد في السنة كما في الحديث عن أم هانئ قالت: (ذهبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يغتسل فسلمت عليه، فقال هذه أم هانئ قلت: أم هانئ، قال: مرحباً) رواه البخاري ومسلم.

ونحن نسأل ما معنى سلمت عليه هل تعني أنها صافحته أم تعني أنها طرحت السلام عليه؟

ومثل ذلك حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير) رواه البخاري ومسلم ومثل ذلك ما ورد عن ابن عمر أنه قال: (إذا سلمت

فأسمع) رواه البخاري في الأدب المفرد وقال الحافظ سنده صحيح. (٤)


(١) سنن الترمذي ٥/ ٥٨.
(٢) الصحاح مادة أومأ.
(٣) لسان العرب مادة لوى.
(٤) فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد ٢/ ٤٩٠.

<<  <   >  >>