للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقال النسائي: [متروك الحديث] والكلبي كذاب لا يعول عليه بحال من الأحوال. وقال فيه الحافظ ابن حجر: [متهم بالكذب] (١)، ثم إن أهل التسفير قد ردوا هذه الرواية منهم ابن العربي المالكي والقرطبي. (٢)

ويلاحظ من استدلالات القوم بأمثال هذه الروايات الساقطة أو التي لا حجة فيها ولا برهان تعصبهم المقيت

للرأي ومحاولة الدفاع المستميت عنه بأي شيء كان، فيجمعون الروايات من هنا وهناك دون تمييز لما يصلح أو لا يصلح ولما يصح أو لا يصح كحاطب ليل لا يدري ماذا يجمع في ليلته الظلماء وينطبق عليهم قول الشاعر:

أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل

[الشبهة العاشرة:]

احتجوا بما ذكره ابن كثير في تفسيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين بايع النساء فكانت هند زوج أبو سفيان متنكرة وعرفها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاها فأخذت بيده فعاذرته فقال: أنت هند. قالت: عفا الله عما سلف. (٣)

والجواب: إن الاستدلال بهذه الرواية دون ذكر لما قاله ابن كثير في نقدها مما يتنافى مع الأمانة العلمية، فابن كثير رحمه الله لما ساق هذه الرواية لم يسكت عنها بل بين عوارها وعدم ثبوتها، فقال رحمه الله: [وهذا أثر غريب وفي بعضه نكارة

والله أعلم فإن أبا سفيان وامرأته لما أسلما لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيفهما بل أظهر الصفاء والود لهما]. (٤)


(١) تقريب التهذيب ص ٢٩٨، الكامل في ضعفاء الرجال ٢/ ٢٥٥.
(٢) انظر أحكام القرآن لابن العربي ٤/ ١٧٩١ وتفسير القرطبي ١٨/ ٧١.
(٣) الخلاص ص ٥٩، وانظر تفسير ابن كثير ٤/ ٣٥٤.
(٤) تفسير ابن كثير ٤/ ٣٥٤.

<<  <   >  >>