كتاب تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير

«سمعت رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- يقول: خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً- استخفافا (١) بحقهن- كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة. ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد: إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة». رواه مالك وغيره (٢)

ومما جاء في الترغيب حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:

«سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يقول: أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل بقي من درنه (٣) شيء؛ قالوا: لا يبقى من درنه شيء. قال: فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا». رواه الشيخان في صحيحهما (٤).

ومما جاء في الترهيب حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -:

«بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»، رواه مسلم وغيره بنحوه (٥).

وحديث بريدة رضي الله عنه مرفوعاً:

«والعهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الترمذي، وابن حبان والحاكم (٦).

[الأحكام]

قد قال بكفر تارك الصلاة جماعات كثيرة من الفقهاء والمحدثين سلفاً وخلفاً، مستدلين بحديث جابر، وحديث بريدة الصريحين في كفره.

وذهبت جماعات أخرى- كذلك- إلى عدم كفره على عظم جرمه، مستدلين بحديث عبادة ابن الصامت المتقدم، الصريح في جعله في المشيئة. والكافر مقطوع له بدخول النار.

(١) كانت في الأصل المطبوع: "استحقاقا" والصواب ما أثبتناه من الكتب المذكورة في الحاشية التالية.
(٢) رواه مالك في الموطأ (كتاب صلاة الليل، باب الأمر بالوتر٣، حديث١٤). ورواه أيضا أحمد في المسند (٥/ ٣١٥، ٣١٩، ٣٢٢) وأبو داود في الوتر باب٢، والنسائي في الصلاة باب٦، وابن ماجة في الإقامة باب١٩٤، والدارمي في الصلاة باب٢٥٨.
(٣) الدرن: الوسخ.
(٤) رواه البخاري في مواقيت الصلاة باب٦. ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة حديث٢٨٣. والترمذي في الأدب باب٨٠. والنسائي في الصلاة باب٧. وأحمد في المسند (٢/ ٣٧٩، ٤٢٧، ٤٤١).
(٥) رواه مسلم في الإيمان حديث١٣٤. وأبو داود في السنة باب١٥. والترمذي في الإيمان باب٩. وابن ماجة في الإقامة باب١٧. والدارمي في الصلاة باب٢٩.
(٦) أخرجه أحمد في المسند (٥/ ٣٤٦، ٣٥٥) والترمذي في الإيمان باب٩. والنسائي في الصلاة باب٨. وابن ماجة في الإقامة باب٧٧و٧٨، والفتن باب٢٣. والحاكم في المستدرك (١/ ٦، ٧) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٦٦) وابن أبي شيبة في مصنفه (١١/ ٣٤) والدارقطنى في سننه (٢/ ٥٢) وغيرهم.