للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يجزون} يعطون في مقابلة أعمالهم.

{الغرفة} البيت الأعلى فوق بيت، وأل فيه للجنس، فيصدق بالمتعدد.

{صبروا} حبسوا نفوسهم. والباء فيه سببية.

{يلقون} من لقوا بمعنى يجدون، ويلقون من لقى بمعنى تلقيهم الملائكة أي تقابلهم وتتلقاهم.

{تحية} دعاء بالحياة.

{سلاماً} دعاء بالسلامة.

{خالدين} باقين. {مستقراً} هو المكان الذي ينتهي إليه من غيره ويثبت فيه.

{مقاماً}، هو المكان يقام ويمكث فيه.

جملة {أولئك} مستأنفة، فإن تلك الصفات والأعمال تشوق السامع إلى معرفة مآلهم، وثمرة أعمالهم، فيسأل عنهما؛ فكانت الجملة جواباً لذلك السؤال المقدر.

وعرف المسند إليه (١) بالإشارة تنبيهاً على استحقاقه للمسند (٢) كان بما تقدم من صفات.

وجملة {حسنت} مستأنفة بيانية؛ لأن من عرف حالتهم من الحياة والسلامة والبقاء، يتشوق لمعرفة حال مكان هذه الحياة السالمة الباقية، فيسأل عنه؛ فوقعت جملة {حسنت} موقع الجواب عن هذا السؤال المقدر. وهي إنشائية أفادت إنشاء مدح الغرف بالحسن، وتعظيم ذلك الحسن.

وقدم المستقر؛ لأن أول الحلول استقرار، والمقام ببقاء الاستقرار واستمرار المكث.

[المعنى]

أولئك الذين ذكرت صفاتهم وأفعالهم، يعطون جزاء أعمالهم البيوت العلالي في الجنة، بسبب صبرهم، وحبسهم لأنفسهم على الطاعات والمجاهدات وكفهم لها عن المعاصي والشهوات. وتتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام، باقين في هذا النعيم المقيم، وسكنى علالي الجنة التي هي أحسن مستقر ينتهي إليها الإنسان ومقام يمكث فيه.

[تطبيق حديث وفقهه]

روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) أن رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- قال:


(١) المسند إليه هو «أولئك».
(٢) المسند هو {يجزون ... } إلخ.

<<  <   >  >>