للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ) قبل: (مِنْ) زائدة يعتزلون نسانهم.

وضمن آلى امتنع فعدي بمن

قال ابن قيم الجوزية: قولنا استغفر زيد ربه ذنبه فيه ثلاثة أوجه:

أحدها هذا. والثاني: استغفر زيد ربه من ذنبه. والثالث: استغفر زيد ربه لذنبه. وهذا موضع يحتاج إلى تدقيق نظر، وهل الأصل حرف الجر وسقوطه مضمن أم الأصل سقوطه وتعديه بنفسه وبالحرف مضمن؟ قال السهيلي: الأصل فيه حرف الجر وأن يكون الذنب نفسه مفعولا بـ استغفر غير متعد بحرف الجر، لأنه من غفرت الشيء إذا غطيته وسترته، مع أن الاسم الأول هو فاعل بالحقيقة وهو الغافر. ثم أورد على نفسه سؤالا فقال: فإن قيل: فإن كان سقوط حرف الجر هو الأصل فيلزمكم أن تكون (مِنْ) زائدة كما قال الكسائي. وقد قال سيبويه والزجاج: إن الأصل حرف الجر ثم حذف فنصب الفعل. وأجاب: بأن سقوط حرف الجر أصل في الفعل المشتق منه نحو غفر.

وأما استغفر ففي ضِمن الكلام ما لا بد منه من حرف الجر لأنك لا تطلب غفرا مجردا من معنى التوبة والخروج من الذنب، وإنما تريد بالاستغفار خروجا من الذنب وتطهيرا منه فلزمت (مِن) في هذا الكلام لهذا المعنى، فهي متعلقة بالمعنى لا بنفس اللفظ، فإن حذفتها تعدى الفعل فنصب وكان بمنزلة: أمرتك الخير، فإن قيل: فما معنى قولكم في نحو قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ) قلنا: هي متعلقة بمعنى الإنقاذ والإخراج من الذنب، فدخلت (مِنْ) لتؤذن بهذا المعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>