للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ) لأن (أرأيتم) إذا ضمنت معنى أخبروني تعدت إلى مفعولين، والغالب في الثاني أن يكون جملة استفهامية.

وقَالَ تَعَالَى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) في رضي وجهان الأول متعد لواحد وهو الإسلام ودينا حال. والثاني: مضمن معنى صير وجعل فيتعدى لاثنين: الأول: الإسلام، والثاني: دينا. جعل يكون بمعنى خلق أو بمعنى ألقى فيتعدى لواحد وبمعنى صير فيتعدى لاثنين، ويكون من أفعال المقاربة فيدخل على المبتدأ والخبر بالشروط المذكورة في بابها في قوله تعالى: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ).

قال ابن هشام: ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه ينقل الفعل إلى أكثر من درجة ولذلك عدي (ألوت) بقصر الهمزة بمعنى (قصرت) إلى مفعولين بعدما كان قاصرا وذلك في قولهم: لا ألوك نصحا ولا ألوك جهدا لما ضمن معنى لا أمنعك ومنه قوله تعالى: (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا).

وعدي أخبر وخبَّر وحدَّث وأنبأ ونبأ إلى ثلاثة لما ضُمنت معنى أعلم وأرى، بعدما كانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى آخر بالجار، نحو قوله تعالى: (أَنبِئهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ) وقوله تعالى: (نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ).

قَالَ تَعَالَى: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) (سبع) مفعول ثاني لـ قضاهن لأنه ضمن معنى صيرهن بقضائه سبع سماوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>