للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لخم، - وجذام، وعاملة، وغسان ... من قبائل العرب، وكان وقتها حين طابت الظلال وأينعت الثمار وحبب إلى الناس المقام، فلهذه العوامل مع شدة الحر أثرها في التثاقل، فالجِرْس الموسيقي في الفعل المضمن ترفعه الرافعات فيسقط من ثقله وغلوه واشتطاطه، فجاذبية الجسد وما في إيمان صاحبه من وهن، تقاوم رفرفة الروح وانطلاقها إلى جنات الخلود ... عدن للخلوص من فناء الجسد.

ولعل الركون والاسترخاء والإخلاد وما احتبس في منظوره من ظل الرهبة وهول العاقبة، يقضي بتقدمه على سواه لأنه أعون على استشفاف دخيلة النفوص وسفور المشاعر في تهديد المتثاقلين بعاقبة العذاب الشديد: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ) فهل بعد هذا كله نقول: ملتم؟؟! ... إنه التضمين ... جمع فأوعى، واختزن من المشاعر ما جلَّى.

أخفى لنا التضمين كل دلالةٍ ... بلطائفِ مثلِ النجومِ مُثولِ

* * *

قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً).

قال أبو حيان: أصل ثقل أن يتعدى بـ (على)، تقول ثقل علي هذا الأمر، فإما أن يدعى بأن (في) بمعنى (على) أو يضمن ثقلت معنى فعل يتعدى بفي.

قال الزمخشري: شق عليه خفاؤها وثقل عليه، أو ثقلت فيها، لأن أهلها

<<  <  ج: ص:  >  >>