للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتوقعونها ويخافون شدائدها وأهوالها، أو لأن كل شيء لا يطيقها ولا يقوم لها فهي ثقيلة فيها. وذكر القرطبي: خفي علمها على أهل السماوات والأرض، وكل ما خفي علي فهو ثقيل، وذكر ابن جريج والسدي: عظم وقعها على أهل السماوات والأرض. وقال قتادة: لا تطيقها السماوات والأرض لعظمها فالسماء تنشق، والنجوم تتناثر. والبحار تنضب. وقيل: ثقلت المسألة عنها. ويرى البيضاوي: أنها عظمت على أهلها من الملائكة والثقلين لهولها. وأردف الجمل قوله: في السماوات يجوز فيه وجهان: أن تكون (في) بمعنى (على) أي على أهل السماوات أو نفس السماوات للانشقاق والزلزلة، والثاني أنها على بابها من الظرفية، والمعنى حصل ثقلها، وهو شدتها، والمراد أنها ثقلت وشقت على العالم العلوي والسفلي، وعبارة أبي السعود: أنها كبرت وثقلت على أهلها من الملائكة والثقلين فالمراد الثقل المعنوي لا المادي فقد تضمن (ثقل) معنى (عظم قدرها وخطرها في السماوات والأرض).

أقول: بات حس المسلم في عالم الآخرة أعمق من دنياه، وبهذا صلح لقيادة البشرية، وأما غير المسلم فيسأل عن الساعة سؤال استنكار، فيلفته القرآن من السؤال عن موعدها إلى الاهتمام بخطرها، والتهيئ والاستعداد لها ما دام في الوقت متسع وفي العمر بقية، قبل أن تفجأه ساعته ولا ينفع عندها الندم. فالثقل تضمن معنى الخطر: جلت وعظمت في عالم الأرض وفي عالم السماء فليستعن بالله من رغب في فهم أوضاع هذه اللغة الشريفة كيف تحي ما اشتملت عليه أسرارها في مداليل ألفاظها وأحنائها، وملاءمة ذات

<<  <  ج: ص:  >  >>