للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر؟ وإنما تنكشف البراعة في صياغة هذه الحروف عند معرفة وجه التأويل في تضمين أفعالها المتعدية بها. ففي التجلية إزاحة الستر المسدل أمام باب الغيب الموصد وفي (جلَّى) تعمُّل وتكلُّف لخُطى الكشْف عن قصدٍ لغرض البدوِّ وما فيه من الإظهار، وتبقى اللام على أصلها ليست بمعنى (في) ولا

معنى (إلى) ولا عند و ...

ويبقى للتجلية ما ليس للبدوِّ في إدراك المطلب وقضاء الحاجة، والإبانة عن الغرض، وللسياق حكمه في توجيه المعنى والدلالة على القصد فجمع التضمين المعنيين في قضاء الحوائج فكان في بهاء صورته ودقة لمحاته رطبا جنيا لمشتهيه.

أما الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - على قربه من ربه فهو (بَشَر) أمام عالم الغيب (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) فكيف يوجهون إليه هذا السؤال؟!.

فاللَّه يلفتهم عن السؤال عن موعدها إلى الاهتمام بهولها وخطرها.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ).

كيف؟ للتهويل وتعظيم يومِ لا حيلة في دفعه أو التخلص منه.

قال الفراء ومثله السيوطي والآلوسي ليوم: أي في يوم.

وذكر الرازي: لم يقل في يوم لأن المراد: لجزاء أو لحساب يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>