للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلاه ما أحلاه إنْ ... كشفَ اللثامَ أو استتر

فالقول بسقوط الحرف مرذول مُطّرح، ومقام زَلْخ، لا تُعطِ بيدك مع أول خاطر له، وكِلِ الحال إلى ملاطفة التأول وتأتَّ له ما استطعت.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ) (١)

التدبير: التفكر في دبر الأمور والنظر في عاقبتها. أورد الجمل: (إلى) متعلقة بـ (يُدبر) لتضمنه معنى (يُنزل) أما الزمخشري: فقال: يدبر الأمر: يُنزله مدبرا من السماء إلى الأرض، والأمر: المأمور به من الطاعات والأعمال الصالحة ونقل القرطبي عن ابن عباس قوله: ينزل القضاء والقدر، وقيل: ينزل الوحي مع جبريل، وقيل: إن العرش موضع التدبير وما دون العرش موضع التفصيل وما دون السماوات موضع التصريف. وقال البروسوي: إضافة التدبير إلى ذاته سبحانه إشارة إلى أن تدبير العباد عند تدبيره لا أثر له. والتدبير بالنسبة إليه تعالى هو التقدير وتهيئة الأسباب.

وقال الآلوسي: والفعل مضمن معنى الإنزال، والجاران متعلقان به، و (مِنْ) ابتدائية و (إلى) انتهائية أي يدبره على وجه الإتقان ومراعاة الحكمة مُنزلا له من السماء إلى الأرض. وقال ابن جُزي: يدبر أمر الدنيا بأسباب

<<  <  ج: ص:  >  >>