للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستلزم الظهور والرفع؟! إبراهيم عليه السلام .. هذا النمط الفريد من البشر، صنع اللَّه به ما صنع من الخوارق حين آتاه الحجة، ليتعامل بمقضياتها مع قومه في وعي والتزام تأخذنا روعته ..

* * *

قَالَ تَعَالَى: (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ) (١).

قال السيوطي: عن بمعنى بعد وتساءل الزمخشري: فإن قلت فما محل (عن طبق)؟ قلت: صفة لـ طبق: طبقا مجاوزا عن طبق. أو حال من ضمير تركبن طبقا مجاوزين عن طبق. وقد ذهب الآلوسي: إلى أن المراد بالركوب الملاقاة أي لتلاقنَّ حالاً مجاوزة لحال أو كائنة بعد حال، كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة والهول، وقيل طبقات في الشدة بعد الموت من مواطن القيامة وأهوالها. وقيل: الطبق عشرون عاما، وروى القرطبي عن عكرمة: حالا بعد حال، وعن سعيد بن جبير: منزلة بعد منزلة. وعن الحسن: رُخاء بعد شدة، وغنى بعد فقر، وصحة بعد سقم.

أقول: السياق يصور الحالة النفسية في ركوب الأطباق، وينسقها مع إيقاع المشاهد الكونية في الآفاق. فالشفق الخاشع فيه معنى الوداع. والليل الحالك وفيه معنى الرهبة والخشية والجلال. والقمر الساحر يبدد نوره سُدْفة الليل البهيم، فيه معنى البهجة والأمل العريض.

لمحات كونية رائعة تخاطب القلب وتهز المشاعر مُلوحة بالقسم.

ويأتي جواب القسم .... لَتركبن. وأي ركوب هذا؟! إنه التعبير عن

<<  <  ج: ص:  >  >>