للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (١).

قال أبو حيان: ضمّن يضربن معنى يُلقين ويضعن، فلذلك تعدى بـ (على)، كما تقول: ضربت بيدي على الحائط: إذا وضعتها عليه. ومثله الزمخشري. وقال الآلوسي: عُدِّي يضرب بـ (على) كما قال أبو حيان بتضمينه معنى الوضع والإلقاء وقيل: معنى الشد. وفي اللسان: ضرب بيده إلى كذا: أهوى. وضرب على يده: أمسك.

أقول: لقد تضمن (ضرب) معنى (شدَّ) والشد على الشيء: المبالغة فيه. وشد الخمارِ على جيب القميص لتغطيته وستره. لماذا؟ وقد كانت في الجاهلية تمر بين الرجال مكشوفة الصدر إلى معاقد أثدائها .. ؟ فلماذا استبدل سبحانه الضرب بالشد والإدناء (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ) والإرخاء والإلقاء؟ لقد جاء التعبير بالضرب لنقف مدهوشين من خطورة الحجاب تشع من حوله ظلال الفتنة:

١ - فلا تتعرض لبَّات الصدور ومرايا الفتنة للعيون الجائعة، أو تكون كمينا للنظرات الخاطفة.

٢ - إغلاقاً لنوافذ الفتنة وأسباب الغواية لضعاف النفوس.

٣ - استعلاءً على الرغبة في كشف المحاسن أو الرغبة في إطلاع غير المحارم على المفاتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>