للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) و (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا).

إنه التصوير الفني في تشخيص المعنى بصورة حسية، وإنه التضمين في التعبير عن غرضه واستشفاف معناه.

كالزهر في نفحاته ... والغيث في جدواه

* * *

قَالَ تَعَالَى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (١)

قال أبو حيان: النحويان وابن كثير: بظنين: أي متهم وهذا نظير الوصف السابق بـ (أمين) وقيل: بضعيف القوة على التبليغ من قولهم: بئر ظنون أي قليلة الماء. وكذا هو بالظاء في [مصحف] عبد اللَّه وباقي السبعة بالضاد أي بخيل يثح به لا يُبلغ ما قيل له ويبخل كما يفعل الكاهن.

وذكر البروسوي: وقرئ بظنين على أنه فعيل بمعنى المفعول أي بمتهم، فهو ثقة في جميع ما يُخبر. والكفار لم يُبخلوه وإنما اتهموه، ونفي التهمة أوْلى من نفي البخل، ولأن البخيل يتعدى بالباء لا بـ (على). وزاد الآلوسي: والبخيل لا يتعدى بالباء إلا باعتبار تضمينه معنى الحرص ونحوه.

وذكر الجمل قوله (على الغيب)، متعلق بظنين أو بضنين فـ (على) الأول بمعنى (في)، وعلى الثاني بمعنى الباء أي فلا يبخل به عليكم، بل يخبركم به ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده، واختار أبو عبيدة القراءة الأولى لوجهين: أحدهما أن الكفار لم يبخلوه وإنما اتهموه، فنفي التهمة أولى من نفي البخل،

<<  <  ج: ص:  >  >>