للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبقى لفظ (استقيموا) والمتعدي بغير حرفه شاهدا على غرضه، يوجه الناظر فيه لمصارفه وأنحائه، فيسلك السهل واليسر، ويتقي الحَزْن والوَعْر، ومن دون ما اتقى متابٌ وإخباتٌ وعَبرةُ نادمِ.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١).

ذكر أبو حيان: بأن القول الكذب يفترونه على اللَّه بادعائهم أن ذلك في كتابهم ويتعلق (على الله) بـ (يقولون) بمعنى يفترون.

قال الآلوسي: تضمن يقولون معنى يفترون وتعلق به الجار والمجرور (على الله) ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه. ولم يُجوز أبو البقاء تعلقه به لأن الصلة لا تتقدم على الموصول، وأجازه غيره لأنه كالظرف يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره.

أقول: ميزان اللَّه واحد وعند يهود موازين ... تلك صفتهم يزعمون أن دينهم يأمرهم بأكل أموال الأميين العرب فلا حرج على اليهودي أن يغش ويخدع ويدلس لسوى اليهود.

(يقولون) تضمن معنى (يفترون) كما مر والافتراء أن تتقول على غيرك ما لم يقله، فلماذا جاء التعبير بلفظ القول ما دام يحمل معنى التقول والافتراء؟ لو قَالَ تَعَالَى: يتقولون أو يفترون لقيد الافتراء في سياق هذه الآية فقط

<<  <  ج: ص:  >  >>