للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موروثة كما تدعى الكنيسة ولا أحد من رجال الدين يكفر عنه خطاياه. إنه ميزان العدالة يقرر فردية التبعة، يحاسب المرء على ما اجترح، لا يتعداه إلى سواه: ومن يكسب إثما فإنما يجره على نفسه، إنه الميزان الذري وإنها محكمة السيئة والحسنة.

* * *

قَالَ تَعَالَى: (أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ).

ذكر أبو حيان والعكبري والجمل: أن الأصل يتعدى كفر بالباء، وعُدِّي بنفسه في الآية إجراء له مجرى جحد

أقول: وأصل جحد أن يتعدى بنفسه وأُجري مجرى كفر فتعدى بالباء في قوله (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ) فضمن جحد معنى كفر فتعدى بالباء كما ضمن كفر معنى جحد فتعدى بنفسه.

الجحود بآيات اللَّه ومعصيته رسلَه، والدينونة للطواغيت، خروج من الإسلام إلى الشرك، لأن توحيد الربوبية هو توحيد الحاكمية الشاملة لكل شؤون الحياة، وحياة البشرية لا تصلح إلا بهذا التوحيد.

أما العبادة بمفهوم تأدية الشعائر التعبدية فقط، فمفهوم حسير النظر، ناقص التكوين.

و (عبد) معناه (دان وخضع وذلّ) فالعبودية هي الدينونة الشاملة لله وحده

<<  <  ج: ص:  >  >>