للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ تَعَالَى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا).

ذكر الطبري: وأدخلت الباء كما يقال: زوجتك فلانة وبفلانة. وكما قال: (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) فلذلك تدخل الباء في الأفعال وتخرج فيكون دخولها وخروجها بمعنى. لو أن المفسرين كانوا فسَّروه: وهزي إليك رطبا بجذع النخلة بمعنى على جذع النخلة وجها صحيحا، ولكني لست أحفظ عن أحد أنه فسَّره كذلك.

وقال أبو السعود: الباء صلة للتأكيد كما في قوله: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ) أو لإلصاق الفعل بمدخولها أي افعلي الهز بجذعها وقيل: متعلق بمحذوف حال: هزي إليك الرطب كائنا بجذعها.

وذكر الجمل: يجوز أن تكون الباء زائدة كما في قوله: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ويجوز أن يكون المفعول الثاني محذوفا والجار والمجرور حال من المحذوف: رطبا كائنة بجذع النخلة.

أقول: طفل وُلدَ الساعة يناديها من تحتها: (لا تحزني ... قد جعل ربك تحتك سريا) جرى للحظته من ينبوع في الجبل ونحسبها دهشت بل بُهتت ... ثم أفاقت، فاطمأنت إلى أن اللَّه لا يتركها ومعها حجتها: طفلها ينطق في المهد

لا زيادة في الحروف ولا تناوب، ومن زعم أنها للتأكيد فماذا تؤكد؟

<<  <  ج: ص:  >  >>