للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذهب أبو حيان: إلى أنه لما ضمن تهوي معنى تميل عداه بـ (إلى) وأصله أن يتعدى باللام ومثال ما في الآية قول الشاعر:

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما مؤمن الجن كأنجاسها

ومثله قال الآلوسي: تسرع وتطير نحوهم شوقا فضمن تهوي معنى

تميل فعداه بـ (إلى) وأصله أن يتعدى باللام.

وقال العكبري: هوى: يتعدى بنفسه وهوي يتعدى بـ (إلى). فالقراءة الثانية عديت بـ (إلى) حملا على تميل.

وذكر الزركشي: ضمن تهوي معنى تميل.

أقول: لعل تضمين (تهوي) معنى (تطير) أعون على إبراز معالم الصورة من تسرع وتنزع وتميل. فإبراهيم عليه السلام يضرع فترتسم لدعائه المنيب الخاشع صورة لمواكب الحجيج، تطير قلوبهم شوقا إلى البيت العتيق في ذلك الوادي الجديب تهوي بهم جيادهم من كل صوب كأنها الطيور ترفرف بأجنحتها، تطير إلى جوار الله. لماذا؟ لتقيم ذريته الصلاة وتؤدي المناسك وتشكر [وتبتهل]. وما اختير الحرف (إلى) إلا ليكسب الفعل (هوي) نفاسة ونبلا في تصويره للحالة النفسية لقوافل الحجيج التي عرض لها، وهي تطير مسرعة إلى البيت العتيق، لبيك يا رب الحجيج لبيك ... لبيك ...

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>