للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتصار المسلمين في معركة الحُصَيْد بقيادة "القَعْقَاع بن عمرو" على الفرس بقيادة "رُوزَبَه".

العام الهجري:١٢

الشهر القمري:شعبان

العام الميلادي:٦٣٣

تفاصيل الحدث:

بعد أن انصرف خالد من "عين التمر" ظن الفرس أنه قد غادر الشام متوجهًا إلى الجزيرة العربية مع القسم الأكبر من قواته، فأرادوا طرد قواته من الشام، واستعادة الأراضي التي فتحها المسلمون؛ لاسترداد هيبة الإمبراطورية الفارسية التي ضاعت مع الهزائم المتتالية التي ألحقها بهم المسلمون. وبدأ "بهمن" قائد الفرس ينظم جيشه من جديد، فراح يجمع شتات مقاتليه الذين انسحبوا من الحاميات الموجودة في أجزاء الإمبراطورية الفارسية، ويحشد إليهم المزيد من الجنود الجدد، وانضم إليهم عدد كبير من المتطوعين، ولكن ذلك جعل جيشه أقل كفاءة واستعدادًا للقتال من الجيوش الأخرى التي حاربها "خالد" من قبل، واستطاع إلحاق الهزائم بها. وأدرك "بهمن" بحنكته نقطة الضعف تلك؛ فقرر ألا يزج بهذا الجيش في القتال قبل أن يدعمه بقوات كبيرة من العرب النصارى الموالين للفرس، واستجاب له هؤلاء النصارى. وقسّم "بهمن" قواته إلى جيشين كبيرين، جعل على الأول "رُوزَبَه"، ووجهه إلى الحصيد، والثاني تحت إمرة زَرْمِهْر، ووجهه إلى الخنافس. وفي الوقت نفسه قرر "القعقاع بن عمرو" قائد المسلمين في العراق - بعد رحيل خالد - أن يرسل كتيبتين إلى الحصيد والخنافس لتأخير تقدم الفرس في هذين المكانين، واحتفظ القعقاع بباقي جيشه في حالة تأهب واستعداد لأية معركة محتملة لحين قدوم خالد بقواته من الحيرة. وقرر خالد أن يخوض المعركة على طريقته الخاصة، وذلك بأن يبدأ بالأعمال الهجومية؛ حتى يدمر كل قوة في مكانها على حدة؛ فقسم قواته في الحيرة إلى مجموعتين: الأولى بقيادة "القعقاع بن عمرو"، والثانية بقيادة "أبي ليلى بن فَدَكي السعدي"، ثم عززهما بالقوات التي حاربت في دُومَة الجندل بعد أن نالت قسطا من الراحة بعد عناء المعركة. وبعد أيام احتشدت جميع قوات المسلمين في عين التمر في ثلاثة ألوية، فوجّه خالد القعقاعَ إلى "الحصيد"، وأبا ليلى إلى "الخنافس"، وأمرهما أن يتصديا لجيوش الفرس، بسرعة، وفي آن واحد؛ حتى يتمكنا من القضاء عليها. ووصل القعقاع بن عمرو بجيشه إلى الحصيد في ١٠ من شعبان من هذه السنة، وبدأ على الفور بمهاجمة جيوش الفرس التي كانت تفوقه عددًا وعدة، وأظهر القعقاع من ضروب الفروسية ونوادر البطولة ما أشعل الحماس في قلوب جنوده؛ فانطلقوا يحصدون رؤوس أعدائهم، وشقّ القعقاع صفوف الفرس حتى وصل إلى قائدهم رُوزَبَه، فأطاح رأسه بسيفه. وما لبثت أن جاءت الأخبار بقدوم جيش المسلمين بقيادة أبي ليلى نحو المدينة، فلما سمع قائد الفرس أنباء قدوم جيش المسلمين إلى "الخنافس" قرر الانسحاب، وعدم الدخول مع المسلمين في معركة غير مضمونة العواقب. وعندما وصل أبو ليلى إلى الخنافس وجدها خالية من الفرس، فأقام بها مدة، ثم أرسل إلى خالد بن الوليد يُنهي إليه أنباء استيلائه على المدينة، ويخبره بفرار الفرس إلى "المُصَيِّخ".

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>