للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة أبي بكر الزبيدي أحد علماء النحو واللغة.]

العام الهجري:٣٧٩

الشهر القمري:جمادى الآخرة

العام الميلادي:٩٨٩

تفاصيل الحدث:

قيض الله سبحانه وتعالى للغة العربية من أبنائها من نصبوا أنفسهم للدفاع عنها والحفاظ عليها من تسلل اللحن والخطأ إلى لغة القرآن الكريم، وجعلوا معظم همهم في تنقيتها من هجوم اللحن عليها، وحفظ صحيح اللسان من أخطاء وأوهام العوام، وكان من هؤلاء أبو بكر الزبيدي. ولد "أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدالله بن مدجج بن محمد بن عبدالله بن بشر الزبيدي" في مدينة "إشبيلية" بالأندلس سنة (٣١٦ هـ = ٩٢٨م). والزبيدي نسبة إلى "زبيد"، وهو "منية بن صعب بن سعد العشيرة" رهط "عمرو بن معدي كرب"، وكان أجداده قد نزلوا حمص من بلاد الشام قبل أن ينزح آباؤه مع جموع الفاتحين من المسلمين إلى بلاد الأندلس. وعاش في إشبيلية فترة طويلة من نشأته وشبابه؛ حيث تلقى العلم على أيدي عدد كبير من علمائها وشيوخها الأعلام، وكان لنبوغه وذكائه أثر كبير في تفوقه على كثير من أقرانه؛ حتى ذاعت شهرته، وطار صيته لما عرف به من تمكنه من علوم اللغة والنحو والأدب والسِيَر والأخبار. وتلقى الزبيدي العلم على يد عدد كبير من أعلام عصره في الأدب واللغة والنحو، ومنهم: "أبو علي إسماعيل القاسم القالي"، و"أبو عبدالله محمد بن يحيى الرباحي"، و"أبو محمد البياني قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح القرطبي" و"أبو عثمان سعيد بن فحلون بن سعيد" وبلغت شهرة "الزبيدي" الخليفة "المستنصر بالله الحكم بن عبدالرحمن"، فاستدعاه إلى قرطبة، وكان يحب العلم ويرعى العلماء، فنال الزبيدي عنده حظوة ومكانة عالية؛ حتى إنه اختاره ليكون مؤدبًا لابنه وولي عهده "هشام بن الحكم". وأقبلت الدنيا على "الزبيدي في قرطبة، فنال بها دنيا عريضة في كنف الخليفة الأندلسي، وصارت له شهرة واسعة وجاهًا رفيعًا. وعاد الزبيدي إلى إشبيلية بعد أن أدى مهمته في تعليم وتأديب ابن الخليفة، وقد كافأه الخليفة على ذلك بأن ولاّه منصب القضاء في إشبيلية. وظل يمارس التدريس إلى جانب عمله في القضاء حتى تُوفي الخليفة المستنصر بالله، وما لبث الخليفة الجديد "هشام بن الحكم" أن جعله على خطة الشرطة، فلم ينقطع الزبيدي- صاحب الشرطة- عن العلم والأدب. وللزبيدي عدد غير كبير من المؤلفات لا يتجاوز السبعة منها: "طبقات النحويين واللغويين" و"لحن العامة" توفي الزبيدي في يوم الخميس (غرة جمادى الآخرة ٣٧٩ هـ = ٩ من سبتمبر ٩٨٩م) بمسقط رأسه "إشبيلية" عن عمر بلغ ثلاثة وستين عامًا، وصلى عليه ابنه الأكبر "أحمد الزبيدي".

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>