للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فتح تكريت والموصل.]

العام الهجري:١٦

الشهر القمري:جمادى الأولى

العام الميلادي:٦٣٧

تفاصيل الحدث:

لما افتتح سعد المدائن بلغه أن أهل الموصل قد اجتمعوا بتكريت على رجل يقال له الأنطاق, فكتب إلى عمر بأمر جلولاء, واجتماع الفرس بها, وبأمر أهل الموصل, فكتب عمر في قضية أهل الموصل أن يعين جيشا لحربهم, ويؤمر عليه عبدالله بن المعتم, وأن يجعل على مقدمته ربعي بن الأفكل الغزي, وعلى الميمنة الحارث بن حسان الذهلي, وعلى الميسرة فرات بن حيان العجلي, وعلى الساقة هانئ بن قيس, وعلى الخيل عرفجة بن هرثمة, ففصل عبدالله بن المعتم في خمسة آلاف من المدائن, فسار في أربع حتى نزل بتكريت على الأنطاق وقد اجتمع إليه جماعة من الروم, ومن الشهارجة, ومن نصارى العرب, من إياد, وتغلب, والنمر, وقد أحدقوا بتكريت, فحاصرهم عبدالله بن المعتم أربعين يوما, وزاحفوه في هذه المدة أربعة وعشرين مرة, ما من مرة إلا وينتصر عليهم, وراسل عبدالله بن المعتم من هنالك من الأعراب, فدعاهم إلى الدخول معه في النصرة, وفل جموعهم, فضعف جانبهم, وعزمت الروم على الذهاب في السفن بأموالهم إلى أهل البلد, فجاءت القصاد إليه عنهم بالإجابة إلى ذلك, فأرسل إليهم: إن كنتم صادقين فيما قلتم فاشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وأقروا بما جاء من عند الله, فرجعت القصاد إليه بأنهم قد أسلموا, فبعث إليهم: إن كنتم صادقين فإذا كبرنا وحملنا على البلد الليلة فأمسكوا علينا أبواب السفن, وامنعوهم أن يركبوا فيها, واقتلوا منهم من قدرتم على قتله, ثم شد عبدالله وأصحابه, وكبروا تكبيرة رجل واحد, وحملوا على البلد, فكبرت الأعراب من الناحية الأخرى, فحار أهل البلد, وأخذوا في الخروج من الأبواب التي تلي دجلة, فتلقتهم إياد والنمر وتغلب, فقتلوهم قتلا ذريعا, وجاء عبدالله بن المعتم بأصحابه من الأبواب الأخر, فقتل جميع أهل البلد عن بكرة أبيهم ولم يسلم إلا من أسلم من الأعراب من إياد وتغلب والنمر, وقد كان عمر عهد في كتابه إذا نصروا على تكريت أن يبعثوا ربعي بن الأفكل إلى الحصنين وهي الموصل سريعا, فسار إليها كما أمر عمر ومعه سرية كثيرة وجماعة من الأبطال, فسار إليها حتى فاجأها قبل وصول الأخبار إليها, فأجابوا إلى الصلح, فضربت عليهم الذمة عن يد وهم صاغرون, ثم قسمت الأموال التي تحصلت من تكريت, فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف وسهم الراجل ألف درهم وبعثوا بالأخماس مع فرات بن حيان, وبالفتح مع الحارث بن حسان, وولى إمرة حرب الموصل ربعي بن الأفكل وولى الخراج بها عرفجة بن هرثمة.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>