للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[انهزام العثمانيين أمام روسيا.]

العام الهجري:١٢٩٥

العام الميلادي:١٨٧٧

تفاصيل الحدث:

وقعت روسيا اتفاقا سريا مع الأفلاق والبغدان (رومانيا) وضعت رومانيا بموجبه جميع إمكانياتها تحت تصرف روسيا ثم قطعت روسيا العلاقات السياسية مع الدولة العثمانية، وأعلنت الحرب عليها بناء على رفض الباب العالي للائحة لندن وأخبر الباب العالي دول أوربا ثانية عما تصرفت به روسيا فلم يلق أي موقف إيجابي وذلك عام ١٢٩٤هـ رغم المعاهدة السابقة التي وقعت بعد حرب القرم، فاخترقت روسيا حدود رومانيا فاحتجت الدولة العثمانية لأن رومانيا لم تزل تحت سيادة العثمانيين واخترقت نهر الدانوب وانتصرت على العثمانيين في عدة مواقع ثم توقفت بعد المقاومة التي اعترضتها وانقلب وضع الجيوش العثمانية من مدافعة إلى مهاجمة وبعد تقدم بسيط عاد النصر إلى جانب الروس واضطر القائد العثماني عثمان باشا إلى الاستسلام وهو جريح وتوقف القتال في الجبهة الأوربية، أما في شرقي الأناضول فقد حاصر الروس عدة مدن وقلاع ومنها قارص وباطوم إلا أنهم اضطروا لفك الحصار عنها والتراجع بجهود أحمد مختار باشا وإسماعيل حقي باشا وانتصر العثمانيون على الروس في ستة وقائع، وقد طلب الروس إمدادات فجاءتهم جيوش جرارة ولم يتمكن العثمانيون من إرسال الإمدادات إلى الجبهة وجاء الهجوم الروسي الثاني فتراجعت الجيوش العثمانية حيث انسحب أحمد مختار باشا وبسقوط قارص في جبهة الأناضول وسقوط بلافنا بعدها بشهر على الجبهة الأوربية استأسد الصرب فأعلنوا الحرب على الدولة العثمانية بعد لقاء بين إمبراطور روسيا وأمير الصرب كما تابع سكان الجبل الأسود قتالهم للعثمانيين فأصدر الباب العالي منشورا يعلن عزل أمير الصرب عن إمارته ويوضح للسكان هذه الخيانة لم يجد ذلك نفعا، وتقدم الروس فاحتلوا صوفيا عاصمة بلغاريا اليوم ومنها ساروا إلى أدرنة فدخلوها وانطلقوا منها نحو استنبول ولم يبق بينهم وبينها سوى خمسين كيلا وعندما اقتربت الجيوش الروسية من أراضي البلغار انقض النصارى على المسلمين يفتكون بهم ذبحا وقتلا وفرت أعداد كبيرة من المسلمين متجهة نحو استنبول، وأرسل الباب العالي وفدا عسكريا من نامق باشا وسرور باشا لوقف القتال فقابل الوفد الروسي وتوقف القتال في مطلع هذا العام وأعلن الباب العالي عن رفع الحصار عن سواحل البحر الأسود، ولما علمت إنكلترا أن قوات روسيا أصبحت على مقربة من استنبول أمرت قطعاتها البحرية بدخول مضيق البوسفور ولو بالقوة وقد تم ذلك وأرادت روسيا مقابل ذلك أن ترسل قوات إلى استنبول بحجة حماية النصارى ثم اتفقت الدولتان وهدأت الأوضاع.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>