للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المعاهدة اللبنانية الفرنسية.]

العام الهجري:١٣٥٥

الشهر القمري:جمادى الآخرة

العام الميلادي:١٩٣٦

تفاصيل الحدث:

خططت فرنسا بعد أن انتهت الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين ما ستفعله في سوريا، فأول ما قامت به هو فصلها للبنان عن سوريا وخاصة أن فيه كثيرا من الموارنة النصارى، وقد سنت دستورا خاصا للبنان الكبير ومع أن الدستور لم ينص على ديانة الرئيس إلا أن فرنسا كانت مصممة على أن لا يلي الرئاسة إلا نصراني، فعين أولا شارل دباس وحاول حبيب باشا السعد أن يجعل اللهجة العامية هي اللغة الرسمية للبلاد ليقضي على اللغة العربية الأصيلة، وبدأ التمييز الديني بين النصارى والمسلمين، من هضم للحقوق وتدني في المستوى الاجتماعي والمعيشي، وعمقت فرنسا هذا الموضوع الطائفي، وفي أول سنة ١٩٣٦م تسلم الرئيس إميل إدة مهام رئاسة لبنان الكبير وتزايدت في عهده حدة الصراعات الطائفية ثم بدأت المفاوضات اللبنانية الفرنسية التي حذت حذو المفاوضات السورية الفرنسية وكانت الكتلة الدستورية برئاسة بشارة الخوري قد تقدمت بالمطالبة بأن تحل محل الانتداب ثم تداعت القوى الإسلامية والقومية الوحدوية من مختلف الطوائف إلى عقد مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة في آذار ١٩٣٦م وكانوا يطالبون بالوحدة مع سوريا ثم عقد مؤتمر آخر هو المؤتمر القومي الإسلامي في تشرين الأول ١٩٣٦م وطالبوا بالاتحاد مع سوريا وأن تكون هناك بنود واضحة لحقوق وواجبات الطوائف ثم بعد المفاوضات والأخذ والرد وقعت المعاهدة في ١٣ تشرين الثاني ١٩٣٦م من قبل رئيس الجمهورية إميل إدة والمفوض الداني دي مارتل الفرنسي وكانت مدتها خمسة وعشرين عاما اعترفت فيها فرنسا باستقلال لبنان وتعهدت بمساعدته للانضمام للأمم المتحدة على أن يبقى جنود فرنسيون في لبنان وتمثل فرنسا لبنان في الشؤون الخارجية والعسكرية.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>