للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إصدار مجلس السوفييت الأعلى قرارا بإلغاء "جمهورية القرم" ذات الاستقلال الذاتي.]

العام الهجري:١٣٦٥

الشهر القمري:رجب

العام الميلادي:١٩٤٦

تفاصيل الحدث:

أصدر مجلس السوفييت الأعلى قرارًا بإلغاء "جمهورية القرم" ذات الاستقلال الذاتي، بذريعة خيانة شعب القرم للسوفييت أثناء الحرب العالمية الثانية وتعاونهم مع الألمان. وشبه جزيرة القرم جمهورية ذات حكم ذاتي تقع حاليًا في أوكرانيا، ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب وبحر أزوف من الشرق، وتبلغ مساحتها ٢٧ ألف كم وعدد سكانها ٢.٥ مليون نسمة. وقد تمكن الروس من غزوها في سنة ١١٩٨ هـ - ١٧٨٣ م، في عهد كاترين الثانية إمبراطورة روسيا المتعصبة للنصرانية. وهكذا فقدت دولة تتار القرم حريتها، وبدأ الاضطهاد الديني لمسلمي القرم، وطرد الروس من شبه جزيرة القرم نصف مليون نسمة، وصدرت عدة قوانين تحرم الدعوة إلى الإسلام، وظل هذا الغبن مفروضاً على التتار المسلمين طيلة قرن وربع، ولما صدر قانون حرية التعبد أعلن التتار الدعوة الإسلامية، بعد أن كانوا يمارسونها سراً بين جيرانهم وزاد عدد الداخلين في الإسلام. ونشط تتار القرم في استعادة كيانهم منذ صدور قانون حرية العقيدة في روسيا القيصرية في سنة ١٣٢٣ هـ - ١٩٠٥م، وحتى استيلاء السوفييت على حكم روسيا في سنة ١٣٣٦ هـ - ١٩١٧ م، وقاوم تتار القرم الخضوع لهم فلجأ السوفييت إلى حرب التجويع والحصار، وقد نشرت جريدة أزفسيتا السوفييتية جانباً من حرب التجويع التي فرضت على تتار القرم، واستمرت طيلة عام ١٩٢٢، ومات في هذه المجاعة أكثر من ستين ألف مسلم من تتار القرم وقتل مئة ألف، وحكم على خمسين ألفا بالنفي، وهكذا قدم تتار القرم العديد من الضحايا، قبل الاستسلام لحكم السوفييت، وأعلن قيام جمهورية القرم السوفياتية، وخضعت للحكم الذاتي. وفي سنة ١٣٤٧ هـ - ١٩٢٨ م اتجه الروس إلى جعل شبه جزيرة القرم موطناً ليهود روسيا، واحتجت حكومة القرم، فأعدم رئيس جمهوريتها وأعضاء حكومته، ونفي أربعون ألف مسلم من القرم إلى سيبيريا. وبعد قرار إلغاء "جمهورية القرم" شرد تتار القرم وأرغم أهلها على الهجرة الإجبارية إلى سيبيريا وآسيا الوسطى خصوصاً في أوزبكستان، وهرب مليون وربع مليون منهم إلى تركيا، وأوروبا الغربية، وبعضهم إلى بلغاريا ورومانيا وأعدم الكثير، ولم يبق من خمسة ملايين مسلم من تتار القرم غير نصف مليون، وهدم السوفييت ألفاً وخمسمائة مسجد في شبه جزيرة القرم، والعديد من المعاهد والمدارس، وفي سنة ١٣٨٧ هـ - ١٩٧٦ م قرر مجلس السوفييت براءة تتار القرم من تهمة التعاون مع الألمان بعد تشريد شعب كامل، وإلغاء جمهوريته، نتيجة تهمة باطلة ألصقت به، وطالب تتار القرم بالعودة إلى وطنهم.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>