للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قيام الجنرال الباكستاني ضياء الحق بانقلاب عسكري ضد الرئيس ذي الفقار علي بوتو.]

العام الهجري:١٣٨٩

الشهر القمري:جمادى الآخرة

العام الميلادي:١٩٦٩

تفاصيل الحدث:

لما زادت حدة الاضطرابات في باكستان، وتدهور الوضع السياسي، وسقط حوالي ٣٥٠ قتيلاً، مع آلاف الجرحى من جراء العنف السياسي، دعا الرئيس بوتو الجيش إلى التدخل لمواجهة أعمال العنف، وقمع المظاهرات وتأييد نظامه، إلا أن بعض ضباط الجيش - خاصة القادمين من إقليم البنجاب - رفضوا قمع المظاهرات والاصطدام بالشعب وإطلاق النار على المتظاهرين، وكانت تلك النواة التي هيأت لضياء الحق فرصة القيام بانقلاب عسكري ضد الرئيس بوتو في (٧ جمادى الآخرة ١٣٩٧هـ = ٥ يونيو ١٩٧٧م)، وأعلن أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التي تجتاح البلاد، والتي عجز الرئيس بوتو عن حلها، وخشية من إقحام بوتو للجيش في السياسة واستخدامه في عمليات القمع. وأعلن ضياء الحق أن عودة الحكم المدني لباكستان ستكون بأسرع ما يمكن، وأكد أن الجيش ليست له مطامع سياسية، وأنه سيحتفظ بالسلطة لحين إجراء الانتخابات في أكتوبر القادم. وفرض ضياء الحق الأحكام العرفية في البلاد، وحلَّ الجمعية الوطنية والمجالس التشريعية الإقليمية، وأقال حكومات الأقاليم، وشكل مجلسا عسكريا من قادة الأسلحة الثلاثة البرية والبحرية والجوية تحت رئاسته، وألّف حكومة شاركت فيها الجماعات الإسلامية، وأعلن أن مهمتها تطبيق الشريعة الإسلامية، غير أنه تراجع عن هذا الأمر بعد ذلك. وقد أيّد الإسلاميون ضياء الحق في أول الأمر، وشاركوا في أول وزارة بعد الانقلاب، فتسلم وزارة الإعلام أحد أعضاء الجماعة الإسلامية، وكان "طفيل محمد" أمير الجماعة الإسلامية، خال ضياء الحق وعلى صلة وثيقة به، غير أن هذه العلاقة بدأت تتغير عندما قوي نظام ضياء الحق فكان يلتقي بهم ولا ينفذ شيئا مما يطلبونه، ويتعلل بأن له شركاء في المجلس العسكري ولا يستطيع فرض القرارات والمواقف عليهم. وعندما ثبّت ضياء الحق أقدامه بعد انقلابه ضمَّ رئاسة الدولة إلى رئاسة الحكومة، وتسلمهما في شوال (١٣٩٨هـ = سبتمبر ١٩٧٨م)، وقدم الرئيس "ذو الفقار علي بوتو" إلى المحاكمة بتهمة الأمر بقتل أحد المعارضين، وانتهى الأمر بإعدام بوتو في (٧ جمادى الأولى ١٣٩٩هـ = ٤ إبريل ١٩٧٩م) رغم الاستياء العالمي الشديد خاصة "إيران الخميني"؛ لأن بوتو من عائلة شيعية، ولم تفلح محاولات طهران للوساطة مع إسلام آباد للعفو عن بوتو، وفي (ذي القعدة ١٣٩٩هـ = نوفمبر ١٩٧٩م) أجّل الانتخابات التي كان قد وعد بإجرائها إلى أجل غير مسمى.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>