للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفاة محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.]

العام الهجري:١٤٢٠

الشهر القمري:جمادى الآخرة

العام الميلادي:١٩٩٩

تفاصيل الحدث:

أبو عبدالرحمن محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي بن آدم الألباني علامة الشام، ولد عام ١٣٣٢هـ / ١٩١٤م في أشقودرة عاصمة ألبانيا آنذاك، نشأ في أسرة فقير وكان والده متخرجا من المعهد الشرعي في الأستانة ثم هاجر والده مع أسرته إلى دمشق عندما بدأ الحاكم أحمد زوغو يزيغ عن الحق ويأمر بنزع الحجاب ويسير على خطى الطاغية أتاتورك، فدرس الشيخ محمد ناصر في دمشق المرحلة الابتدائية ثم لم يكمل في المدارس النظامية بل بدأ بالتعلم الديني على المشايخ فتلقى القرآن من والده وتعلم الصرف واللغة والفقه الحنفي، ثم توجه لدراسة علم الحديث والتحقيق حتى برع فيه، هذا غير دروسه التي كان يلقيها في دمشق وحلب وباقي المحافظات السورية قبل خروجه منها، حيث لما بدأت المشاكل الأمنية في سوريا وخاصة بعد حوادث الإخوان المسلمين فيها خرج الشيخ من سوريا وكان قد درَّس في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة ١٣٨١هـ لمدة ثلاث سنوات أفاد فيها كثيرا من الطلاب ليس فقط في الحديث بل وفي الفقه والعقيدة والأصول أيضا، وقد أثنى عليه الكثير من العلماء فقال عنه الشيخ ابن عثيمين: إنه محدث العصر. وقد كان يعتبر هو داعية الشام إلى الدعوة الصحيحة فقد أفاد منه الكثير من الطلاب في دمشق قبل خروجه وفي الأردن حيث استقر فيها أخيرا، وأشرطته التي سجلت له تدل على فضله وعلمه، وأما كتبه فهي خير شاهد على علمه وسعة اطلاعه وعلو كعبه في فن الحديث وعلم الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف بل يعتبر هو رائد هذا العصر في علم الحديث فحسبك بسلسلتيه الصحيحة والضعيفة وكتاب إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وتحقيقه لكتب السنن الأربعة ولصحيح ابن حبان وللترغيب والترهيب ولمشكاة المصابيح ولصحيح الجامع وللسنة لابن أبي عاصم وغيرها من التحقيقات، أما مؤلفاته فمنها كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه وآداب الزفاف وتحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد وأحكام الجنائز وحجة النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل وحجاب المرأة المسلمة وقيام رمضان، وقد بلغت كتبه بين تأليف وتحقيق أكثر من مائتي عنوان، أثرى بها المكتبة الإسلامية، وأما وفاته فكانت يوم السبت في الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ١٤٢٠هـ / ٢ تشرين الأول ١٩٩٩م قبيل الغروب عن عمر يناهز الثامنة والثمانين بعد أن ظل يصارع المرض أواخر حياته، في عمان عاصمة الأردن وكان قد أوصى بأن لا يؤخر دفنه أبدا فغسل من فوره كما أوصى أن لا يحمل على سيارة فحمل على الأكتاف إلى المقبرة حيث صلي عليه بعد صلاة العشاء من نفس اليوم صلى عليه الأستاذ محمد إبراهيم شقرة ودفن في مقبرة قديمة قرب حي هملان في عمان رحمه الله تعالى رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.

(تنبيه): التاريخ الميلادي تقريبي نظراً لاشتماله على أكثر من عام هجري أحياناً

<<  <  ج: ص:  >  >>