للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أشراط الساعة في مسند الإمام أحمد وزوائد الصحيحين - جمعا وتخريجا وشرحا ودراسة]

المؤلف/ المشرف:خالد بن ناصر الغامدي

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:دار ابن حزم - بيروت ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٠هـ

تصنيف رئيس:حديث

تصنيف فرعي:أشراط الساعة وفتن آخر الزمان

الخاتمة

اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك جل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت.

والصلاة والسلام على نبيك ورسولك محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد: فإني أحمد الله أن يسر لي وأعانني على إنجاز هذا البحث الذي أسجل في خاتمته نتائج قيدتها أثناء عملي فيه وبعد الانتهاء منه، وهي:

١ - أنه لا يوجد نص على تقسيم الأشراط إلى صغرى وكبرى، بل هو استنباط من أهل العلم من خلال فهمهم للأحاديث.

٢ - أن الأشراط الصغرى منها ما ظهر وانتهى، ومنها ما ظهرت مباديه ولم يستحكم، ومنها ما لم يظهر بالكلية.

٣ - وأنها في غالبها معتادة الوقوع عند الناس فلا غرابة في ظهورها.

٤ - لم يأت حديث يحصرها ويبين وقت ظهورها جميعاً، بل هي منثورة في الصحاح والسنن والمسانيد، وقد ذكرت ما ورد في المسند وما زاد عنه في الصحيحين، وإلا فهي أكثر مما ههنا بكثير.

٥ - غالب الأشراط الصغرى في لفظ أحاديثها ما يدل على أنه من علاماتها كحديث جبريل، وقوله: أعدد ستاً بين يدي الساعة، وقوله: لا تقوم الساعة، أو لا تزول الدنيا، أو لا تذهب الأيام والليالي، أو قوله: في آخر الزمان، ونحوها. فدلالتها لفظية، ومنها ما دلالته استنباطية؛ كونه في آخر الزمان، أو ملاصق للأشراط العظمى ولكن ليس منها، أو عده أهل العلم من أشراطها.

٦ - أن كل الأشراط من دلائل نبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

٧ - أن الأشراط الكبرى عشرة أشراط؛ وهي ما تضمنه حديث حذيفة بن أسيد، وأنها غير معتادة الوقوع، وإذا وقع أولها تتابعت سريعاً كتتابع الخرز من عقد انقطع.

٨ - أنه لم يقع أي واحد من الأشراط الكبرى إلى زماننا هذا ومن زعم أنه قد وقع بعضها فهو قول مرجوح، قد بين آنفاً.

٩ - أنها علوية وأرضية، فالأرضية المؤذنة بتغير أحوال الأرض أولها الدجال والعلوية المؤذنة بتغير العوالم العلوية؛ أولها طلوع الشمس من مغربها.

١٠ - أول الأشراط الكبرى الدجال، وآخرها خروج نار من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.

١١ - الأشراط غالباً ما تكون شراً، أو مذمومة، مثل: اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين، وكثرة الهرج، وظهور الفحش وضياع الأمانة، ونحوها.

وقد تكون خيراً، مثل: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وعودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، وظهور النعم والأمان، ونزول عيسى ابن مريم. ونحوها.

وقد لا تكون ممدوحة أو مذمومة، مثل خروج نار أرض الحجاز ونحوها.

١٢ - الآية تكون معروفة لكل أحد، بخلاف العلامة فلا يعرفها كل واحد.

١٣ - العصريون لا ينكرون الأشراط، وإنما يتأولونها على غير وجهها الصحيح، فراراً من نقد العلمانيين، لئلا يوسموا بالخرافة، وقد بينت المعتقد الحق بالأحاديث الصحيحة، ورددت على أهل البدع والمتأولين والمنكرين.

١٤ - وقد تبين لي في (المسند) للإمام أحمد من خلال دراستي له ما يلي:

أ - أن (المسند) للإمام أحمد قد خدم من بعض العلماء وطلبة العلم؛ كـ (إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي) لابن حجر، و (القول المسدد في الذب عن المسند) له أيضاً، و (عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد) للسيوطي، و (المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد) لأبي اليمن العليمي، و (ثلاثيات مسند الإمام أحمد) للسفاريني الحنبلي، و (الفتح الرباني) للبنا، و (شرح المسند) لأحمد شاكر، و (الموسوعة الحديثية) لجماعة من المحققين، بإشراف شعيب الأرناؤوط، و (طبعة مرقمة للمسند) من داب الفكر، ومن المكتب الإسلامي، و (فهرس المنهج الأسعد في ترتيب أحاديث مسند الإمام أحمد) لعبد الله رحماني، وثلة من طلبة جامعة الإمام في مشروع أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد وقد انتهى بعضهم منها، وهذا العمل في أشراط الساعة منها، وأسأل الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. ولا ريب أن هذا السفر الجليل – على ما سبق من خدمته – يحتاج إلى مزيد من الشرح والتبيان، وقد كانت خطوة موفقة تلك التي اقترحها قسم العقيدة على طلابه في شرح أحاديث العقيدة فيه. وعسى أن تحذو بقية الأقسام بما قام به هذا القسم من خدمة المسند في تخصصه.

ب - وتميز مسند الإمام أحمد ببيان اختلاف ألفاظ مشائخه في السند والمتن وكان الإمام لهجاً مميزاً لها، وهذه من الخصائص الفريدة للمسند كما قاله ابن حجر في تعجيل المنفعة، ص: ٩٠.

وأخيراً أدعو الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، ولست أدعي الكمال ولا مقاربته، وحسبي أن بذلت جهدي في إخراج هذا البحث ...

<<  <  ج: ص:  >  >>