للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السلفية وقضايا العصر]

المؤلف/ المشرف:عبدالرحمن بن زيد الزنيدي

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:مركز الدراسات والإعلام - دار إشبيليا ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٨هـ

تصنيف رئيس:دعوة ودعاة

تصنيف فرعي:سلفية - دراسات شاملة أو منوعة

خاتمة: في ختام البحث عن قضايا السلفية في هذا العصر وعن بعض قضايا العصر التي ذكرت منها ثلاثا في مجال المعرفة وثلاثا في مجال الوجود، والموقف السلفي إزاءها، أؤكد باختصار شديد أن السلفية، وإن اتفقت في بعض الرؤى مع غيرها من التيارات الفكرية إسلامية أو غير إسلامية، إلا أنها تختلف عنها برؤى أخرى تميزها - مجتمعة - بصفتها منهجية خاصة. ولكن هذا التميز ليس خاصا بالرؤى غير المشتركة في النظر في قضايا الوجود أو المعرفة ونحوها، ولكنه يعود إلى أعمق من ذلك إلى المنطلق الذي تنطلق منه، وتقوم عليه السلفية:

• فالسلفية تنطلق من قاعدة إن النصوص حاكمة لا مجال للتحايل عليها، والارتفاع بمستوى الفكر إلى مساءلتها وحملها على مقتضيات عصرية، ولو بهدف نصرة الإسلام، أو إقناع الناس به.

• ولا تنظر إلى المعاني الإسلامية عقدية أو خلقية كتراث مجيد يفتخر به ويسترشد بدلالاته العامة في ضوء المبادئ والنتائج التي انتهت إليها الإنسانية في المجال العلمي والإنساني. إنها بالعكس تنظر إلى تلك المعاني بصفتها حقائق مطلقة، تحمل الصدق والعدل {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً} [الأنعام: ١١٥] وتؤصل الإنسانية في أعمق حقائقها وينبغي أن يعدل العصر رؤاه ونظرياته على أساسها.

• ليس هناك مجال للذوق أمام ما يسمى بالتراث، إن الموقف لدى السلفية حاسم وبدهي: هناك الوحي (تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة) ومعه الفهم الأعلى له الذي تلقاه الصحابة من رسولهم صلى الله عليه وسلم ثم من تبعهم منهم، وما سواه يحاكم إليه أيا كان مجاله، وأيا كان قائله أو فاعله.

• العبودية لله هي مرتكز النظر لدى السلفية؛ على ضوئها - من خلال النصوص - يقوم التصور للإنسان وحقيقته ومقامه وحقوقه وواجباته وعلاقاته بالوجود كله.

• والسلفية في عامة مواقفها - خاصة في القضايا الرئيسة - تمتاز بالحسم الواضح، وليس ذلك كما تصور البعض؛ لأنها لم تروض نفسها على المضادات الفكرية - الفلسفية - أو لأنها تغفل الواقع بأبعاده المتشابكة، وإنما لأنها ترتكز على الوحي الذي يمتاز بالوضوح والحسم دون تردد يراعي مشاعر الواقع المنحرف ويترضاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>