للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التنجيم والمنجمون وحكمهم في الإسلام]

المؤلف/ المشرف:عبد المجيد بن سالم بن عبد الله المشعبي

المحقق/ المترجم:بدون مكتبة الصديق - الطائف ̈الأولى

سنة الطبع:١٤١٤هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:جن وسحر وعين وتنجيم

الخاتمة

وبعد أن سهَّل الله عليَّ إتمام البحث أحمد الله أولاً وآخراً على ذلك.

وأسأله العفو والمغفرة إن حصل مني خطأ أو تقصير، وألخّص أهم النتائج التي توصّلت إليها من خلال كتابتي لهذا البحث فيما يلي:

١ - أن صناعة التنجيم تتضمن معرفة أحكام النجوم وتأثيراتها في حوادث العالم السفلي كما يزعم المنجمون.

٢ - أن اعتقاد أن السعود والنحوس والخير والشر من الكواكب من أعظم الأسباب المفضية إلى عبادتها، واتخاذها أرباباً من دون الله.

٣ - أن إبراهيم عليه السلام كان مناظراً لقومه، محتجّاً عليهم، مستدلاً بالأدلة العقلية على فساد عبادتها في قول الله تعالى: (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً ... ) (١)، ولم يكن يعتقد أنها ربٌّ كما يعزم الزاعمون.

٤ - أن معنى قوله تعالى: (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ... ) (٢) تفكّر إبراهيم ليدبر حجةً، ولم يكن اعتقاداً من إبراهيم عليه السلام بصناعة التنجيم.

٥ - أن ادّعاء أن علم أحكام النجوم المزعوم من علوم الأنبياء ادعّاء باطل لا يقوم على دليل، وكل من ادّعى ذلك تناقض مع نفسه.

٦ - أن التنجيم انتشر بين المسلمين لما فتح بعض الخلفاء العباسيين باب ترجمة كتب الفلاسفة، فدخل التنجيم على أيدي طوائف متعدّدة من أعداء الإسلام.

٧ - أن الرَّافضة شاركوا في نشر التنجيم بجميع الوسائل، وتنوعت أساليبهم في غرس هذه العقيدة في قلوب الناس.

٨ - أن التنجيم في العصر الحاضر اتخذ وسائل متنوعة وأشكالاً مختلفةً ساعدت على انتشاره بين الناس، وأرباب هذه الصناعة اليوم يسلكون طريق التمويه والخداع حتى يتمكنوا من ابتزاز أموال الناس بالباطل.

٩ - أن انتشار مثل هذه الصناعة في أوساط الناس دالٌ على سخافة عقولهم وسوء معتقدهم، إذ أنهم يروجون لصدق المنجم وإن لم يكن صدقه إلا مرةً، ويتغاضون عن كذبه وإن بلغ آلاف المرات.

١٠ - أن صناعة التنجيم صناعةٌ باطلةٌ قائمة على الحدس والتخمين، بشهادة كبار المنجمين على ذلك، وبحكم بعضهم على بعض بفساد الصناعة، وبظهور كذبهم في كل ما يجمعون عليه بظهور خلافه، وبالأدلة الأخرى الدالة على فساد هذه الصناعة.

١١ - أن موافقة خبر المنجم للواقع أحياناً ليس لكون الكواكب تدل على ذلك، وإنما هو لأحد أمورٍ خمسة:

الأمر الأول: إخبار الشياطين لهم بذلك عن طريق السمع أو القرين.

الأمر الثاني: موافقة أخبارهم قدراً قدره الله.

الأمر الثالث: استغلال علم من العلوم الكونية أو الفلكية بتوقع حصول بعض الأمور، كالكسوف والخسوف ونحوها، والتلبيس به على كثيرٍ من العامة.

الأمر الرابع: نقل بعض الأخبار الواردة في الكتب السابقة.

الأمر الخامس: تأليف قصة كذباً وبهتاناً بعد وقوع حادثة ما مفادها أن المنجم أخبر بذلك.

١٢ - أن المنجم كافر سواءً اعتقد أن الكواكب مدبّرة للكون، أو اعتقد أنها دلالات على المغيبات، فكفر الأول لادعائه شريكاً مع الله في التدبير، وكفر الثاني لادعائه أنه يشارك الله في علم الغيب الذي استأثر الله به.

١٣ - أن حادثتي الكسوف والخسوف يمكن أن تُعلم بحساب النيرين، كما يعلم طلوع الهلال والبدر بحسابهما.

١٤ - أن توقع حالة الجو قائمٌ على دراسة معيّنة، وبواسطة آلات خاصة بذلك، وهذه التوقعات قد تصيب وقد تخطئ، وهي ليست من جنس أخبار المنجمين.

وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم,,,


(١) سورة الأنعام، آية: (٧٦).
(٢) سورة الصافات، آية: (٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>