للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله]

المؤلف/ المشرف:عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الرياض ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٢٣هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:شهادتان

الخاتمة

وفي الختام هذه الرسالة أوصي نفسي وسائر إخواني المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، والتحقيق في ذلك، وأن يكون ديدن الجميع طلب الحق والعمل به، وأوصي إ خواني المسلمين جميعاً بالتفقه في الدين، وطلب العلم؛ ليعبدوا الله على بصيرة، ولينالوا الخيرية، يقول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)).

فعليكم إخواني بالتفقه في دينكم، وتعلم العلم الشرعي المتين، المبني على الكتاب والسنة، وفهم السلف الصالح، وألا تقدموا على أمر إلا بعلم، ولا تحجموا عنه إلا بعلم، ومتى إلا بعلم، ومتى أشكل عليكم الأمر، واشتبهت عليكم الطرق؛ فعليكم بسؤال أهل العلم المعروفين باتباع الحق والعمل به؛ امتثالاً لأمر ربكم عز وجل، حيث يقول سبحانه: { ...... فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}.

كما أوصي إخواني من العلماء وطلاب العلم أن يتقوا الله فيما علموا، وأن يبينوا للناس ما خفي عليهم من أمر دينهم، وأن يجتهدوا في طلب الحق بدلائله من الكتاب والسنة، وفق فهم السلف الصالح، وينشروا ذلك بين الناس، فإن الله قد أخذ على أهل العلم الميثاق على أن يبينوا للناس ماعلموا مما يحتاجون إليه، وحذر من اتباع سبيل من كتمه واشترى به ثمناً قليلاَ، فقال سبحانه: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه ورآء ظهورهم واشتروا به ثمناُ قليلاَ فبئس ما يشترون}.

وقال سبحانه في شأن من لم يرفع بالعلم رأساً: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فنسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.

وأنتم يا علماء الإسلام ورثة الأنبياء، وخلفاؤهم في تبليغ رسالة الله ((وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).

ولايصدنكم عن الحق وبيانه كثرة من ضل، فإن الكثرة لا تدل على أن الحق في جانبهم، بل إن الله قد ذم الكثرة في مواضع:

منها: قوله تعالى: {فمنهم مهتدٍ وكثيرٌُُ منهم فاسقون}، وقوله: {وإن كثيراً من الناس لفاسقون}، وقوله عز وجل: {وإن كثيراَ ليضلون بأهوائهم بغيرعلم}.

كما أن القلة لا تعني أن الحق ليس معهم، فإن الله قد أثنى على القلة في مواضع:

فقال: {وقليل من عبادي الشكور}، وقال سبحانه: {إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم ... } وغير ذلك من الآيات.

فعلم بهذا: أن العبرة إنما هي بالحق وإن كنت وحدك، كما قال بعض السلف.

وكذلك أيضاً يجب على العالم ألا ينساق لما اعتاده الناس، وجروا عليه مما يخالف الشرع، بل عليه البلاغ والبيان، وإن رفضه الناس، والله سبحانه يقول: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

ووصية أخيرة لحكام المسلمين وولاة أمورهم وأمرائهم: بأن ينصحوا لرعاياهم ومن تحت أيديهم، وأن يسعوا في رفع البدع والضلالات عن بلدانهم، فإن الله سائلهم عن ذلك كله، يقول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).

نسأل الله سبحانه: أن يفتح على قلوب الجميع، وأن يرزقنا جميعاً الصلاح والهداية وحب هذا الدين، والعمل على نشره وتوعية الناس به.

كماأسأله سبحانه: أن يوفق ولاة أمور المسلمين للحكم بشريعته والعمل بما يرضيه، وأن يرزقهم البطانة الصالحة ويسددهم في القول والعمل، وأن يغفر لنا جميعاً ويتجاوز عن تقصيرنا وخطايانا، ويلهمنا الصواب ويوفقنا للعمل به، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعه وسار على نهجه إلى يوم الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>